| 230
الإطار التقليدي ليهز أركان السياســة الأميركية ويُُحدث تغييرات جذرية، ليس فقط في الداخل الأميركي، بل على مستوى العالم أجمع، معتبرًًا أن ما يقوم به ترامب في ولايته الثانية هو امتداد لما بدأه في فترته الأولى. وأشــار المنشــاوي إلى أن هناك إجماعًًا فكريًًّا ونخبويًًّا أميركيًًّا بعد الحرب العالمية الثانية على الحفاظ على النظام العالمي الذي أُُس ِِّس حينها؛ حيث خرجت الولايات المتحــدة كأقــوى دولة في العالم بعد تدمير جميع أعدائها خلال الحرب، مع وجود تحد وحيد تمثََّل في الاتحاد السوفيتي، الذي تمكنت واشنطن من التغلب عليه لاحقًًا. وأوضح أن هذا النظام يستند إلى مسارين أساسيين: الأول: هو ضمان استقرار عالمي يسمح للرأسمالية العالمية بالنمو والتمدد، والثاني: هو الحفاظ على هيمنة الولايات المتحدة على هذا النظام. ورأى أن ترامب لا يكترث بهذا الإرث الذي حافظ عليه جميع الرؤســاء الأميركيين الســابقين؛ حيث يسعى إلى هدم ما تم بناؤه بعد الحرب العالمية الثانية. وأكد المنشاوي أن ترامب دخل التاريخ من أوسع أبوابه بعد أن تم انتخابه لولايتين عام، معتبرًًا أن ترامب يســعى 100 غير متتاليتين، وهو أمر لم يحدث منذ أكثر من إلى تحقيق إرث شخصي يرضي غروره. وفيما يتعلق بالشرق الأوسط، أشار إلى أن رئيسًًا أميركيًًّا سابقًًا منذ اندلاع 13 ترامب يطمح إلى النجاح في تحقيق ما فشل فيه الصراع العربي-الإسرائيلي؛ حيث حاول جميع الرؤساء الجمهوريين والديمقراطيين التوصل إلى سلام في الشــرق الأوســط، خاصة من خلال حل الدولتين، لكنهم لم ينجحوا في ذلك. وأوضح أن ترامب جاء برؤية راديكالية لتحقيق السلام في المنطقة، ا؛ إذ لا تعني له العدالة شيئًًا، سواء في الشرق الأوسط أو في لكنه ليس سالًمًا عادلًا أوكرانيا؛ حيث يســعى لتحقيق السلام فقط ليظهر كصانع سلام؛ ما يعكس طموحه للحصول على جائزة نوبل للسلام. وختم المنشــاوي بالإشــارة إلى أن تصريحات ترامب بشأن مستقبل الشرق الأوسط وقطاع غزة مهمة للغاية، لافتًًا إلى أن الولايات المتحدة تربط العالم كله بسلاســل من ذهب أو حديد أو نحاس، لكنها في النهاية تهز العالم أجمع. من جانبه، أكد محمود يزبك أن انتخاب ترامب وزيارة رئيس الوزراء الإســرائيلي، بنياميــن نتنياهو، الأخيرة إلى الولايات المتحدة يعكســان بوضوح دخول السياســة
Made with FlippingBook Online newsletter