العدد 26 - 1 مايو/أيار 2025

25 |

الرياض، دون أن تكون الأخيرة مضطرة إلى بذل أي مجهود. وعليه، فإن الاستثمار في المكسب المجاني الذي حصل يعتبر أولوية للسعودية، خاصة أنّّه أدى إلى إنهاء نفوذ إيران وأذرعها في ســوريا، مع ما لهذا الأمر من انعكاســات على جوار سوريا المباشــر لاسيما لبنان، وكذلك على الإطار الإقليمي الأوسع. أمّّا مصر والإمارات، فبدا أن موقفهما يشــوبه شــيء من الامتعاض والتشكيك والترقّّب، فالإمارات كانت اللاعب الإقليمي الأكثر اســتثمارا في إعادة تأهيل نظام الأســد سياســيا ودبلوماسيا ومالياًً، كما دعمت مصر محاولات دمج النظام السوري في المنظومة العربية. ولذلك، فقد كان من الطبيعي ألا يكون وقع التحوّّل الذي حصل سهلا على الدولتين، سيما مع ما يعرف عنهما من خصومة مع التيار الإسلامي. لكن من الناحية الشكلية، حصل هناك ترحيب وقام الرئيس الشــرع بزيارة مصر في إطار مشــاركته في القمّّة العربية ، بينما زار وزير الخارجية السوري الإمارات مرتين: 2025 مارس/آذار 4 الطارئة يوم الأولى برفقة وزير الدفاع خلال جولة إقليمية في يناير/كانون الثاني الماضي، شملت أيضا قطر والأردن. والثانية في فبراير/شباط الماضي للمشاركة في قمّّة الحكومات العالمية في دبي. وفيما يتعلق بالموقف الغربي، يمكن تصنيفه أيضا ضمن خانة المترقّّب والمشــكك. فقد اســتمرت العديد من الدول الأوروبية في دعم نظام الأســد من خلال المضي قدمــا في عملية تطبيع سياســية وأمنيّّة خلال الأعــوام الأخيرة. وعلى الرغم من أن الموقــف الأميركي لم يكــن مؤيدا للتطبيع من الناحية الشــكلية والعلنية، وفرضت واشنطن عقوبات على نظام الأسد، أشهرها العقوبات وفق قانون قيصر، فإن الولايات المتّّحــدة لم تكن تريد الإطاحة بنظام الأســد بقدر مــا كانت تريد توظيفه. وبما أن الإطاحة بالنظام أدّّت إلى إضعاف النفوذ الروســي في ســوريا، فقد كان ذلك بمثابة حافــز للولايات المتّّحــدة والاتحاد الأوروبي للنظر إلى الوضــع بمنظور مختلف. ورغم المؤشــرات الإيجابية التي صدرت عن عــدد من الدول الغربية فور الإطاحة بنظام الأسد، فإن هذه الدول لم تنفتح تماما على التغيير، وإنما قام بعضها بتخفيف العقوبات على ســوريا لاختبار الإدارة السورية الجديدة. كما انخرط مسؤولو بعض هذه الدول الغربية مع المســؤولين الجدد في ســوريا لاستكشــاف رؤيتهم واختبار موقفهم ومحاولة التأثير على مســار إعادة تشــكيل ســوريا بما يأخذ بعين الاعتبار المصالح الغربية.

Made with FlippingBook Online newsletter