العدد 26 - 1 مايو/أيار 2025

| 26

أمّّا إســرائيل، فقد كانت تراهن على بقاء الأســد ضعيفا، إذ يمكّّنها ذلك من فرض أجندتها دون الحاجة إلى تدخل ذاتي سياسي أو عسكري. وعلى الرغم من أن الفضل في بقاء نظام الأسد خلال الثورة السورية يعود إلى إيران وروسيا، فإن سياسات دول أخرى ســاهمت بشــكل قوي أيضا في إبقائه، لاسيما السياسات التي تم اتباعها من قبل إســرائيل والولايات المتّّحدة. رغبة الرئيــس الأميركي باراك أوباما في التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران جعله يغض النظر عن سياسات طهران في سوريا ليضمن )، ولذلك 32 موافقتها. أمّّا إسرائيل، فقد كانت ترى أن بقاء الأسد أفضل من رحيله( حصل تقاطع مصالح غير مباشر بين رغبة إسرائيل في تحقيق ذلك وبين قيام حزب الله وإيران بدعم نظام الأسد. كما أن تدخّّل حزب الله وإيران في سوريا استنزفهما وســمح في النهاية لإســرائيل بخرقهما واستغلال نقاط ضعفهما واقتصر دورها على احتواء دورهما في ســوريا. وبالرغم من أن نظام الأســد حاول التماهي مع الدور الإسرائيلي المراد له أن يلعبه، لاسيما خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، والحرب ضد حزب الله في لبنان؛ من خلال عزل نفسه عن الأحداث، وعدم الانخراط فيها، وفتح ِِه جبهة ضد المعارضة في إدلب، فإنّّه لم يستطع في نهاية المطاف الصمود بعدما قررت المعارضة استغلال الظرف لإطلاق عملية عسكرية ضدّّه. وعلى الرغم من أن الإطاحة بنظام الأســد قد تكون خدمت إســرائيل لناحية إنهاء نفوذ إيران وقطع الإمدادات العســكرية عن حزب الله في لبنان وإخراج ســوريا من محور إيران الإقليمي، فإنّّها خلقت مشكلة أكبر لها بانتصار المعارضة السورية ذات العمق العربي-الإسلامي، والمقرّّبة من تركيا. علاوة على ذلك، فإن ســوريا مستقرّّة وموح ّّدة ســيفتح الباب أمام تعظيم النفوذ التركي في المنطقة بشــكل كبير، مما من شــأنه أن يخل بموازين القوى الإقليمية القائمة منذ عقود بشــكل غير مسبوق، وقد يســتقطب ذلك العديد من الدول فتصبح ســوريا بمثابة قاطرة عربية أو نواة لتحالف إقليمــي يضم دولا مع تركيا، الأمر الذي يتعارض مع المصالح الإســرائيلية. ولعل تقاطع المصالح القطرية-الســعودية مع تركيا في ســوريا، بالإضافة إلى ســعي أنقرة لتشكيل تحالف خماسي من الدول المحيطة بسوريا (لبنان، الأردن، العراق، وتركيا) .) 33 لدعم دمشق؛ يعزز التخوّّف الإسرائيلي(

Made with FlippingBook Online newsletter