29 |
الدول التي توصف بأنّّها تمثّّل الثقل الإسلامي- السنّّي في المنطقة (هكذا يُُنظر إليها غربيا وإن لم تصف نفســها بهذا الأمر). يفتح هذا التحوّّل في التحالفات وموازين القوى الباب أمام إمكانية حصول تقاطع مصالح علني أو سرّّي بين الدول التي تمثّّل الاتجاهات الأقلّّوية في المنطقة، ســواء الطائفية أو الدينية أو العرقية، على مســتوى الدول كإيران أو إســرائيل، أو على مستوى الجماعات. السوابق والشواهد التاريخية للتقاطع في المصالح بين إيران وإسرائيل سواء في حقبة الشاه أو في حقبة المرشد الأعلى والجمهورية الإسلامية الإيرانية، لاســيما إبّّان الحرب ضد العراق، تعزّّز من .) 37 إمكانية حصول مثل هذا الأمر( وفقــا لعدد من التصريحات الصادرة عن مســؤولين فــي كلا البلدين، بالإضافة إلى النقاشــات الداخليــة التي تجري، فإن إمكانية حصول مثل هــذا التلاقي فيما يتعلق بالموقف من سوريا الجديدة عال وإن لم يشر أي من الطرفين علنا إلى الطرف الآخر كحليــف محتمــل. الهدف من ذلك هو إعادة التوازن فــي موازين القوى الإقليمية، بالإضافة إلى خدمة مصالح وأولويات الطرفين، لا سيما فيما يتعلق بتقويض الصعود التركي أو الاســتفادة التركية من الوضع الســوري، وتقويض إمكانية صعود ســوريا كدولــة عربية موح ّّــدة، قوية، قادرة، ومزدهرة، وأخيــرا البحث عن منافذ أو فرص محتملة لاســتعادة النفوذ وتعزيزه. وبهذا المعنى، فإن التلاقي بين الطرفين الإيراني والإسرائيلي قد يتم عبر السعي إلى تحقيق نفس الهدف، وهو تقويض الوضع القائم، أو من خلال دعم نفس المليشيات، أو من خلال تبني نفس السياسات. على المســتوى الدولي، هناك رغبة لدى الدول الغربية بشــكل عام في ملء الفراغ الذي أحدثه سقوط الأسد، بالإضافة إلى الرغبة في إعادة تشكيل سوريا الجديدة بما يتماشــى مع التوجهات الغربية، أو على الأقل بما لا يتناقض معها. تاريخياًً، كانت علاقات سوريا بالمعسكر الشرقي قوية، لا سيما في عهد حزب البعث، وقد استمر الوضع على هذا الحاله بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، حيث اهتم نظام الأسد بتمتين ، 2011 علاقاته مع روسيا والصين وكوريا الشمالية. وبعد اندلاع الثورة السورية عام أصبحت علاقات ســوريا مع روســيا والصين وكوريا الشمالية أكثر أهمّّية، خصوصا على المستوى السياسي والأمني. ومع الإطاحة بنظام الأسد، سعت العديد من الدول التي تقف على طرفي نقيض مع كل من طهران وموســكو وبكين، وبيونغ يانغ، إلى إيجاد موطئ قدم لها في ســوريا
Made with FlippingBook Online newsletter