العدد 26 - 1 مايو/أيار 2025

35 |

في غالب الحالات التي شهدت خبرة مماثلة، عادة ما يتم ذلك عبر انقلاب عسكري للســيطرة على مفاتيح البلاد. وتاريخياًً، تعتبر ســوريا في طليعة الدول العربية التي شــهدت أكبر عدد من الانقلابات العسكرية، ويصنّّفها البعض في المرتبة الثانية بعد ، واستمرت حتى العام 1949 ). الانقلابات العسكرية بدأت في سوريا عام 40 السودان( مهّّد الطريق لعائلة الأسد 1970 انقلابات عسكرية. انقلاب عام 9 ، وذلك بواقع 1970 لحكم سوريا ما يزيد عن نصف قرن. اللافت للنظر في هذه الانقلابات أنّّها حصلت نتيجة تقاطع معطيات داخلية وأخرى خارجيــة يتقاطع بعضها مع الوضع الحالي لســوريا. آنذاك أيضاًً، كان للخارج تأثير مباشر سواء من خلال التنافس بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي إبّّان الحرب البادرة، أو التنافس بين الملكيات والجمهوريات العربية، أو الصراع بين الدول العربية وإســرائيل. بعض الزعماء الســوريين دفع باتجاه الوحدة مــع مصر، وآخرون كانوا يدفعون باتجاه تفاهم مع إسرائيل، بينما اتجه البعض لاحقا إلى التحالف مع إيران. بعضهم استغل منصبه لتعزيز دور وموقع الأقلّّيات في الشأن السياسي، وآخرون فعلوا ) أو في الاثنين معا كنظام الأسد الأب والابن. 41 الأمر نفسه في الشأن العسكري( ، أن "1954 - 1949 الانقلابات العسكرية في سوريا " ويرى سيد عبد العال، في كتابه النظام الحاكم بقيادة الرئيس شكري القوتلي فشل في حكم المجتمع السوري بسبب كثرة اختلافاته البينية، وسعي كل طائفة أو أقلية للبحث عن مصالحها وزيادة نفوذها. استقطاب آخر شهدته البلاد منذ حقبة الاحتلال الفرنسي، وهو استقطاب أيديولوجي بين الاشتراكيين الذين أسسوا فيما بعد لانقلابات البعث المتتالية في ستينيات القرن الماضي، وبين التيارات الديمقراطية والإسلامية التي كانوا يصفونها بالقوى الموالية .) 42 ( " للرأسمالية العالمية أو قوى الرجعية والتخلف لا تزال هذه المعطيات موجودة بشكل أو بآخر في سوريا التي خلّّفها النظام البعثي، وهو ما يعني أن مهمة الإدارة الجديدة للبلاد والرئيس أحمد الشرع لن تكون سهلة على الإطلاق. لكن الفارق بين الحقبة الماضية والحقبة الحالية فيما يتعلق بإمكانية القيام بانقلاب عسكري، هو عدم وجود جيش حقيقي بعد الإطاحة بنظام بش ّّار الأسد، وعدم وجود مؤسسات في البلاد. ولهذا السبب بالتحديد، فإن قدرة النظام البائد على القيام بانقلاب عسكري في الوقت الحالي أو على المدى القريب؛ تعتبر ضئيلة للغاية

Made with FlippingBook Online newsletter