| 36
أو شبه معدومة. لكن محاولات أنصار النظام السابق وفلوله من القوات العسكرية أو المليشيات الطائفية للتكتّّل والانفصال أو التخريب أو الانقلاب تبقى قائمة بالفعل. العلوية المشــكّّلة من فلول " درع الســاحل " ولعل الأحداث التي افتعلتها مجموعة وما تبعها من ردود أفعال 2025 النظام من العلويين الموالين للأسد في مارس/آذار محليّّة ومواقف دولية داعمة للأقليات، تعد مؤشّّرا على مثل هذا الأمر. وعليه، فإن انزلاق البلاد تجاه المركزية والدكتاتورية يُُعتبر أمرا ممكنا. لكن الأنظمة من هذا النوع عادة ما تحظى بالشرعية من الخارج، مع وجود دعم من القوى الكبرى. وفي هذا المجال يمكن الإشارة إلى تيّّارين رئيسيين: أميركا والغرب، وروسيا. كما أن التفاهم مع إسرائيل يعد في صلب سيناريو نشوء نظام دكتاتوري غير شعبي لا يمثّّل الأغلبية و/أو لا يحظى بدعمها. في هذا السيناريو، يتم فرض الوضع الأمني للبلاد بالقوّّة، ويتحقق الاستقرار الزائف الذي عادة ما يؤدي على المدى الطويل إلى الانفجار. وتوجهات النظام الإستراتيجية سترتبط في الغالب بتوجهات القوى الخارجية التي تؤمّّن الشرعية للنظام، فإما باتجاه أميركا وإمّّا باتجاه روســيا. وفي كلتا الحالتين، ســتكون هناك تداعيات على مستوى توزان القوى الإقليمي والعلاقة مع الفاعلين الإقليميين، كما ســتكون هناك مشــاكل سياسية واقتصادية كبيرة، وهو ما سيدفع سوريا للاتجاه نحو أحد المسارين بقوّّة. قد يرضي هذا الوضع الأنظمة غير الديمقراطية في المنطقة، لكنّّه سيخلق حالة كبيرة من عدم الاستقرار. والدكتاتورية التي تكتسب شرعيتها من غطاء روسي يعني أن سوريا ستكون غالبا في محور يضم إيران وأذرعها، مع ما يتركه ذلك من تأثير على موازين القوى والتحالفات في المنطقة، كما أن دكتاتورية تكتسب شرعيتها من غطاء أميركي تعني أن سوريا ستكون غالبا قريبة من محور تتزعّّمه إسرائيل، مع ما يتركه مثل هذا المسار أيضا على موازين القوى والتحالفات. في كلتا الحالتين سيتعارض ذلك على الأرجح مع ما تفض ّّله تركيا لسوريا داخليا أو خارجيا.
Made with FlippingBook Online newsletter