العدد 26 - 1 مايو/أيار 2025

51 |

ثانيًًا: التحديات التنموية في سوريا التنمية هي عملية نمو تراكمي ينتقل فيها الوضع الاقتصادي والاجتماعي الســوري مــن مرحلــة إلى أخرى أكثر تطورًًا، حيث يأتــي التراكم ليعزز هذا الوضع أو يكمل أجزاءه الناقصة أو يحسنه أو حتى ينقله إلى مستوى أكثر تقدمًًا. بالنظر إلى الواقع في ســوريا، وكما اســتعرضنا في الفقرات الســابقة، فإن الهدف الرئيســي للتنميــة هو الوصول إلى وضع أفضــل. إلا أن تحقيق هذا الهدف يتطلب ا : إلى أين ســتصل قيمة ســعر الصرف؟ كيف ســيتم تحديدًًا دقيقًًا للأولويات، فمثلًا ضبط اســتقرار الأســعار؟ ما مصير الرواتب والقوة الشرائية؟ كيف سيتم التعامل مع البطالة؟ وما آليات نمو الناتج المحلي بحيث تتحســن مكوناته، من صناعة وزراعة وعمليات إنتاجية مختلفة؟ نظرًًا للوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به سوريا، فإن وضع أهداف لتحســينه قد لا يكون مهمة كبيرة، ولكن الوصول إلى هذه الأهداف وتحديد آليات تحقيقها والتغلب على التحديات التي تعيق التنمية سيكون هو التحدي الأساسي. يمكن تصنيف هذه التحديات إلى نوعين رئيسيين: . التحديات الكبرى 1 : نظرًًا لحجم الدمار الكبير في المدن الســورية وتعطل البنى الحاجــة إلى التمويــل التحتية، تحتاج ســوريا إلى عشرات المليارات من الدولارات لإعادة الإعمار. وفقًًا مليار دولار، 50 لتقديــرات البنــك الدولي، فإن تكلفة إعادة الإعمار قــد تصل إلى ). هذه التقديرات قد 20 مليار ًًا( 70 بينما تشير تقديرات أخرى إلى حاجتها لأكثر من تختلف تبعًًا لمنهجية الحســاب، لكنها تتفق جميعها على ضخامة المبلغ المطلوب. يبقى الســؤال الأهم: من أين ستأتي هذه المليارات؟ فإذا افترضنا أن سوريا ستعتمد على مواردها الذاتية، نجد أن إيرادات موازنة الدولة لا تتعدى ملياري دولار سنويًّّا مليارات خلال خمس 10 )، وحتى في حال ارتفاعهــا إلى 1 (راجــع الجــدول رقم سنوات، فإن تخصيص نصف هذه الإيرادات لإعادة الإعمار يعني الحاجة إلى عشر ا إذا ما أخذنا ســنوات لتجميع نصــف المبلغ المطلوب، وهو أمر قد يكــون مقبولًا بعين الاعتبار إمكانية الحصول على مساعدات أو منح دولية، أو حتى قروض بفوائد

Made with FlippingBook Online newsletter