53 |
. التحديات الصغرى 2 تحتاج عملية إعادة الإعمــار إلى خارطة طريق واضحة تحدد تحديــد نقطة البداية: أولويات التنفيذ. فهل ســيتم البدء بإصلاح قطاعات محددة مثل قطاع الكهرباء، أم ا ؟ وهل هناك موارد بشرية ومالية كافية لدعم سيتم إعمار مدن معينة مثل حمص أولًا تنفيذ جميع هذه المشــاريع في وقت واحد؟ الإجابة على هذه الأســئلة تحد في حد ذاته. التنمية ليســت مجرد عملية مالية، بل تتطلب تبني اختيار النهج التنموي المناســب: سياسات إدارية وهيكلية فعالة، فكل قرار إداري أو تنظيمي يحمل تكلفة بديلة، وكلما كان النهج مدروسًًا، انخفضت هذه التكلفة. ينظر بعض الأطــراف الفاعلة إلى إعادة إقنــاع الفاعلين المحليين بإعــادة الإعمار: الإعمار باعتبارها فرصة لتحقيق مكاســب سياســية أو اقتصادية؛ ما قد يعرقل تنفيذ المشاريع إذا لم تكن تتوافق مع مصالحهم. لذا، فإن إقناع هذه الأطراف بالمشاركة الفعالة في إعادة الإعمار يمثل تحديًًا رئيسيًّّا. لا يمكن تحقيق تنمية حقيقية دون انخراط المجتمعات إشراك المجتمعات المحلية: المحلية في العملية. فكلما كانت هذه المجتمعات أكثر انخراط ًًا، ازدادت فرص نجاح التنمية. على ســبيل المثال، تؤدي القيــم الأخلاقية مثل الرقابة الذاتية، والإتقان في العمل، ومكافحة الفساد، دورًًا كبيرًًا في تعزيز إعادة الإعمار، وجعلها عملية مستدامة ا من أن تكون فرصة لتحقيق مكاسب فردية. تدفع الجميع نحو الأمام بدلًا التنمية تحتاج إلى بيئة داعمة، لكن الخدمات ضعــف البنية التحتيــة الداعمة للتنمية: الأساســية في ســوريا ضعيفة، والمدن مدمرة؛ مما يشــك ِِّل عقبة أمام المســتثمرين. فحتى لو قرر بعض رجال الأعمال الســوريين في الخارج العودة للاســتثمار، فإنهم ســيواجهون تحديات تتعلق بتوفير المدارس المناسبة لأبنائهم، والمستشفيات لتقديم الخدمــات الصحية، وأماكن الترفيه، ومتاجــر توفر المنتجات التي اعتادوا عليها في الخارج. كل هذه العوامل قد تؤثر في قرارهم بالعودة والمشاركة في عملية التنمية. فــي المجمــل، تواجه ســوريا تحديات تنمويــة هائلة، تتراوح بيــن نقص التمويل، ا إلى تحديد أولويات إعادة الإعمار والنهج والعقوبات، والاضطرابات الأمنية، وصولًا
Made with FlippingBook Online newsletter