العدد 26 - 1 مايو/أيار 2025

73 |

سادس ًًا: التنظيم العمراني كمدخل للسلم الأهلي وإعادة الإعمار تمتلك ســوريا فرصة تاريخية لإعادة هيكلة المشهد العمراني، بما يسهم في معالجة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي نشأت نتيجة الفوضى في التخطيط العمراني القديم. فقد أدت السياســات الســابقة إلى انتشــار الأحياء العشــوائية، والقرى غير المخد ََّمة، والتجمعات السكانية المغلقة على لون اجتماعي أو طائفي معين، بالإضافة إلى وجود مبان تفتقر إلى معايير الســكن اللائق، ســواء بسبب تصميمها غير المريح أو عدم دخول أشــعة الشــمس إليها؛ مما يؤثر على الصحة العامة. كما أن تفتيت الملكيات بسبب الإرث أدى إلى تقسيم المنازل القديمة الجميلة إلى وحدات صغيرة غير مريحة، مما أسهم في تفاقم أزمة العشوائيات. في سياق إعادة الإعمار، يمكن الاستفادة من العمارة الدمشقية التقليدية، التي تعتمد على مواد بناء محلية مستخرجة من الركام، مما يقلِِّل الحاجة إلى استيراد الإسمنت والحديد، ويحقق مكاســب اقتصادية من خلال إحياء الطابع العمراني التراثي الذي ا ًا. يمكن أن يجذب السياحة مستقبل دور التنظيم العمراني في تحقيق التنمية والاستقرار إعادة تنظيم المدن والقرى وفق أسس عمرانية حديثة ومستدامة يمكن أن يحقق عدة فوائد، منها: • إنهاء العشوائيات، التي تعاني من مشكلات بنيوية واجتماعية. • إلغاء التقسيمات الطائفية والجغرافية المغلقة، مما يعزز التعايش الاجتماعي. • تحســين حركــة المرور والمســاحات العامة، لتكون المدن أكثــر كفاءة وراحة للمقيمين والتجار والمارة. • التعامل مع المدن والقرى كوحدات إنتاجية متكاملة، وليس فقط كمناطق سكنية، مما يسهم في تحفيز الاقتصاد المحلي. • تعزيز البنية التحتية والخدمات العامة، لجعل المدن أكثر جاذبية للعيش والاستثمار. • تطبيق نماذج البناء التقليدي منخفض التكلفة؛ مما يساهم في توفير فرص عمل للحرفيين، والاستفادة من الموارد الطبيعية المتاحة في عمليات إعادة الإعمار.

Made with FlippingBook Online newsletter