89 |
مطلب تمهيدي: انطلاق الثورة السورية وأهدافها في إطار 2000 تولّّى بشار الأسد السلطة في سوريا عقب وفاة والده حافظ الأسد عام من التوريث السياسي في بلد جمهوري، وذلك إثر تعديل دستوري مثير وسريع؛ إذ ) على أن لا يقل 83 في مادته ( 1973 نص دســتور الجمهورية العربية الســورية لعام عمــر رئيــس الجمهورية عن أربعين عامًًا، فتم تعديل هذا النص على وجه الســرعة ليصبح العمر المطلوب لرئيس الجمهورية أربعة وثلاثين عامًًا، وهو عمر بشار الأسد ا لإرادة حينذاك. يعكس هذا التعديل اســتخفافًًا واضح ًًا بالأحكام الدستورية وتجاهلًا الشــعب ومشــاركته في القرارات المصيرية، كما يدل على أن الغلبة والقرار الحاسم هما لمن يمتلك زمام الجيش والأجهزة الأمنية، بعيدًًا عن رأي المواطنين وإرادتهم. ورغم ذلك، استبشر الناس خيرًًا بالرئيس القادم، على أمل تحقيق تغيير إيجابي يُُطلِِق الحريات ويحس ِِّن الأوضاع العامة في البلاد. لكن الواقع لم يتغير كثيرًًا، بل ازدادت ، وحدث الصدام العلني بصورة واضحة بعد 2001 القيود على حرية التجمع منذ عام ، ما كشــف بوضوح عن 2005 صدور إعلان دمشــق للتغيير الوطني الديمقراطي عام .) 5 عمق الأزمة التي تعانيها الدولة السورية ( مع انطلاق ثورات الربيع العربي في عدد من البلدان العربية بدأت الثورة الســورية اجاك الدور " بمطالبات طلابية بســيطة مقلدة لما يحدث حولها بكتابات على جدار ،) 6 واجهها النظام بقسوة بالغة لطلاب وأطفال استشهدوا تحت التعذيب ( " يا دكتور وكذلك حصل مع شــباب وشــابات من الطلبة، فتأججت مطالبات جماهيرية سلمية ا من الاستجابة تدعو للاقتصاص لضحايا القمع، قابلها النظام بكثير من القسوة، وبدلًا لهذه المطالبات أو التفاعل معها أو اســتيعابها، جابهها النظام بالحل الأمني والقوة المفرطة، فتحولت تلك المطالبات السلمية شيئًًا فشيئًًا إلى حمل السلاح للدفاع عن الذات والأعراض بالتزامن مع انشقاقات لعسكريين وموظفين عموميين احتجاج ًًا على استخدام النظام للسلاح ضد المتظاهرين السلميين. ا في عهدي الأب والابن من القمع والاستبداد وسطوة الأجهزة عانى السوريون طويلًا الأمنية على مقدرات حياتهم ومن تغييب حقوقهم وامتهان كرامتهم وإهدار حرياتهم التي نص ََّت عليها الدســاتير المتعاقبة والالتفاف على معيشتهم ومستقبلهم في بلدهم ) والمحسوبية على 7 وموطنهم مع غياب مزمن للعدالة الاجتماعية. لقد انتشر الفساد (
Made with FlippingBook Online newsletter