العدد 26 - 1 مايو/أيار 2025

| 90

كافة الأصعدة، ولذلك جاءت المطالبات باحترام الحقوق وبصون كرامة الســوريين وتحقيق متطلبات التنمية والعيش الكريم والإصلاح أهدافًًا أساســية للحراك الثوري في بواكيره، لكنه ما لبث أن تحول إلى المطالبة بإسقاط النظام وبالحرية، بعد إقدام النظام على مواجهة المطالبات السلمية بالكثير من القمع والانتهاكات الجسيمة حيث اتُُّهمت الأجهزة العسكرية والأمنية السورية مبكرًًا بأعمال تشكل جرائم ضد الإنسانية .) 8 وثقتها تقارير دولية( اســتخدم النظام كافة أنواع الأســلحة التقليدية وغير التقليدية حتى وصل الأمر إلى ) وإلقــاء البراميل المتفجرة عشــوائيا على المدنيين 9 اســتخدام السلاح الكيماوي( )، أوغل النظام البائد في دماء الســوريين بالزج بوحدات الجيش العربي 10 العــزل( السوري والأجهزة الأمنية مستخدما الأسلحة التي دفع ثمنها الشعب من عرقه وجهده ووجهت نحو صدور الناس الذين قتلوا وهجروا من بيوتهم وقراهم وبلداتهم، اضطر الســوريون للنزوح نحو مناطق أكثر أماننا وعبــر الحدود نحو دول الجوار وأصقاع العالــم المختلفة ولملايين الناس المهجرين، اســتعان النظام بالمليشــيات الطائفية واســتدعى قوات غازية أجنبية للدفاع عنه بمواجهة شــعبه فانفرط العقد الاجتماعي للحكم وأصبح مطلب التغيير لا يقبل التغيير. لقــد تســبب طول أمد الثورة، والحجم الهائل للضحايــا والدمار الذي لحق بالمدن والممتلكات، والعدد الضخم من اللاجئين والنازحين الذي أُُرغموا على ترك ديارهم تحــت القصف أو التهديد، بنشــوء عدد كبير جد ًًّا من المظالم، ومظاهر الاســتبداد والقمع الممنهج، استمرت حتى لحظة هروب رأس النظام، بشار الأسد، من دمشق، عامًًا منذ 14 ، وانتصار الثورة بعد نحو 2024 فجر الثامن من ديســمبر/كانون الأول بدايتها. خلََّف النظام المخلوع دولة شــبه منهارة وشــبه مقســمة، بعلاقات متوترة مع دول الجوار، وبفقر مدقع للأغلبية العظمى من الشعب بكافة مكوناته، وتردي الخدمات أو انعدامها، وضعف الرواتب مع قوة شرائية منخفضة للغاية، وإرث ثقيل من انتهاكات الحقوق والتعدي على الحريات، من جرائم ارتكبها النظام البائد بشكل ممنهج وعلى نطاق واسع قبل وخلال الثورة، ومن بينها جرائم القتل والاعتقال والتعذيب والتغييب والتشريد إلى جرائم ترقى إلى مصاف جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية مع سياسة

Made with FlippingBook Online newsletter