في ســوق العمل على جملة من التحوالت المجتمعية، الســيما تلك المتعلقة بقبول عمل المرأة خارج البيت بصفتها عنصرًا حيويًّا وفعاًل فــي تنمية المجتمع، واالعتراف بقدراتها. وتتزامن هذه التحوالت مع انفتاح ســوق العمل القطري وتوســع احتياجاته في مجاالت متعددة، الســيما تلك المتعلقة بالتعليم واإلدارات المتوســطة والمؤسســات االقتصادية والمالية. وبســبب تلك التطورات اإليجابية، احتلت المــرأة القطرية دورًا بارزًا فأصبحت تنافس الرجل في أعلى المناصب االقتصادية واإلدارية والطبية والعلمية، وقامت بجهد فاعل من خالل إســهامها في شــتى المجاالت داخل المجتمع وخارجه. واســتفادت المــرأة القطرية مــن حرص الدولة علــى توفير بيئة اســتثمارية واعــدة في القطاعــات ذات األولوية لالقتصــاد الوطني، وتزويدها بمنظومة إدارية وتشــريعية محفزة لممارسة األعمال وتنويع االســتثمارات، وهو ما شجعها على اقتحام قطاعات وأنشطة اقتصادية كانــت حكرًا فــي الماضي علــى الرجل خاصة فــي منطقة الخليج ولســنوات طويلة مثل المشروعات الصغيرة والمتوسطة وربما متناهية الصغر، وكذا قطاع الطاقة سواء األحفورية أو المتجددة، والمقاوالت والبناء والتشــييد والخدمات وتجارة الجملــة والتجزئة واالتصاالت والصناعات التحويلية. ولعبــت األزمــات والتحديات التي واجهت قطر في الســنوات ، وأزمة 2017 األخيــرة، ومنها الحصــار الرباعي في منتصف العــام كورونا الصحية، دورًا كبيرًا في دعم قدرات المرأة القطرية على صعيد االستثمار وقطاع األعمال والمعامالت التجارية سواء كانت صادرات أو واردات؛ إذ إن أزمة الحصار مث ًل أتاحت أمامها الفرصة ألن تثبت
84
Made with FlippingBook Online newsletter