تغطية الجزيرة للحرب الروسية الأوكرانية

مرعبة لالجئين الذين أصبحوا خبراء في قوانين اللجوء مع طول رحلتهم واشتداد أزمتهم. تعود إلى اتفاقية دبلن التي تم توقيعها في دبلن بأيرلندا عام " البصمة " قصة . وتقضي بأن على طالب اللجوء أن يقدِّم لجوءه 1997 ودخلت التنفيذ عام 1990 في أول بلد آمن يصل إليه، وأول ما يتم اإلمســاك بالالجئين تؤخذ بصماتهم. وهــذا يعني في القانــون الدولي أنه ال يحق لهم أن يطلبوا اللجوء في بلد آخر غير ذلك الذي أخذ بصماتهم، وحتى إن طلبوا اللجوء فسيرفض طلبهم ويعادوا إلى هذا البلد. كانت ترغم الالجئين " صفر الجئ " المفارقة أن المجر التي رفعت شــعار على تســجيل بصماتهم، بما يعني تحولها بشــكل تلقائي إلى بلد االستقبال في وقت ال ترغب هي في استقبالهم وال هم يرغبون في البقاء فيها. كان األمر أشــبه ما يكون بعقاب جماعي تســلطه على الالجئين ال هدف له ســوى تحويــل رحلتهم إلى قطعة من عذاب لعــل آخرين يرعوون فيتوقف . " الزحف " كنت شــاهدا على نســاء وأطفال يبيتون في العراء فــي محطة القطار في بودابست، ال لشيء سوى ألن رجال واحدا هو فيكتور أوربان أراد ذلك خالفا لموقف دول أخرى في االتحاد األوروبي أعلنت استعدادها الستقبال الالجئين كما هو الحال بالنسبة أللمانيا. التقيت مرة رئيس البرلمان المجري وحاورته بشــأن موقف بلده من قضية الالجئيــن! فكان جوابه صادما. قال لي: لماذا ال تســتقبلون أنتم العرب هؤالء الالجئين. ألستم أولى بهم وبينكم دول غنية؟ لم نستقبلهم نحن؟ كان جوابه أشبه ما يكون بسوط جَلَد به ظهر عروبتي وانتمائي! في النهاية لقد قال حقا حتى وإن أراد به باطال. كانت حجتي ضعيفة. فعم عســاي أحدثــه؟ لم أجد غير أن أقول له: إن الالجئيــن عندما فروا اختاروا أوروبا وهذا من حقهم وليس من شــأن أحد أن يفرض على الالجئ وجهته! كنت أتأمل وأقول في قرارة نفســي إن مأســاة الالجئين إنما هي انعكاس

99

Made with FlippingBook Online newsletter