تغطية الجزيرة للحرب الروسية الأوكرانية

األلمانية والروســية، وقد وجدت نفســها ممزقة بين بلدي أمها وأبيها. ولعلها وجدت في استقبال الجئين طريقتها لمواجهة هذا التمزق. لم تكن آنا لوحدها التي تحمل الفتة مثل هذه. عشــرات الالفتات الشــبيهة يرفعها أشــخاص من أعمار مختلفة، فرادى أشخاص، 4 وحدها أسماء البلدان وأعداد األفراد تختلف: فرنسا … وجماعات أشخاص.. 5 أشخاص، سويسرا 6 أشخاص، إيطاليا 3 إسبانيا مــن الوهلة األولى قد يُخيَّل إلى المرء أنه يقف في محطة حافالت لكثرة الالفتــات المرفوعة والوجهات المعروضة! فلم تخل الســاحة المحاذية لمركز اإليــواء ســاعة من ليل أو نهار من المتطوعيــن الراغبين في نقل الالجئين إلى بلدانهم. " متطوعين " االتجار بالبشر.. ذئاب بلباس اســتمر الوضع على هذا الحال بضعة أيام. لكن ما كان له أن يســتمر أكثر من ذلك. كُتب عليها " تيسكو " بعد أسبوع، عُلِّقت الفتة كبيرة على مدخل مركز اللجوء . " يمنع حمل الالجئين دون ترخيص " التقيــت بجيرار، جاوز الســتين بقليل. ناشــط فرنســي فــي جمعية تعنى بالالجئين. كان غاضبا جدا، فقد سبق أن نقل الجئين إلى فرنسا مرتين، وعندما عاد هذه المرة وجد القواعد قد تغيرت. لم يعد بإمكانه الدخول إلى مراكز اإليواء وال رَفْع الفتة عليها اسم البلد وعدد األفراد وانتظار الالجئين. فالقواعــد الجديدة قضت بــأن نقل الالجئين يجب أن يتم باســم منظمة وليس باســم فرد، وأن من تطوع خيرا فهو مرحب به شــريطة أن يحصل على ترخيص بذلك، وال يتم األمر دون تســجيل نفســه ومن سيرافقه من الالجئين، وكل المعطيات ترسل إلى شرطة البلد المضيف. لم يأت القرار اعتباطا. فقد حذَّرت تقارير أمنية من أن شــبكات لالتجار بالبشــر قد تندس بين المتطوعين بحثًا عن ضحايا وســط الالجئين، خاصة أن معظمهم من النساء واألطفال.

104

Made with FlippingBook Online newsletter