ثمة شعور لدى كثيرين بأن كييف ستكون بعيدة عن كل ما يحدث، أو على األقل هذا ما قد يستشعره من يرى الحياة في ذلك القسم من المدينة، بعيدا عما تتناقله وسائل اإلعالم الدولية. االبتعاد عن ذلك الشــارع، واالنتقال إلى مناطق أخرى في العاصمة، كان من شأنه أن يخبر بحكاية أخرى، وقد رويتها في قصة إخبارية عن رأي الشارع األوكراني حول احتمال هجوم روسي وشيك على بالدهم. كان محور تلك القصة بســيطا، يعتمد على عرض وجهتي نظر، إحداهما تــرى أن الحــرب قائمة وقادمة ال محالــة، وأخرى ترى أن الهدف مما تقوم به روسيا ليس الحرب نفسها، بل الضغط على أوكرانيا، أي أن الحرب لن تقوم. التحضير لهذه القصة مر بنقطة كان ال بد من التوقف عندها، وهي وجود منظمات راديكالية تدرب المتطوعين على حمل السالح. ، وهي إحدى تلك المنظمات، كانوا يرون " ناشيونال كورب " مسؤولو منظمة أنه ال بد من صِدام حقيقي سيقع بين الجيش األوكراني والجيش الروسي، وأن المسألة ليست مجرد حشود عسكرية روسية على حدود أوكرانيا؛ بل معركة قريبة هــي جزء من حرب أكبر بدأت قبل ثماني ســنوات، أي منذ الثورة األوكرانية، وســيطرة روســيا على شــبه جزيرة القرم، وتحكم االنفصاليين في مناطق في لوغانسك ودونيتسك بشرق أوكرانيا. أخبرتني مســاعدتنا المحلية بأنها تستطيع التواصل مع أحد المسؤولين في هذه المنظمة اســمه أليكســي، وبالفعل دعانا أليكســي إلى أحد التدريبات التي يقومون بها. كان تصوير تلك التدريبات سيعطي قصتي اإلخبارية مساحة بصرية جيدة، وفي نفس الوقت سيدل على وجود نشاط تحضيري لمواجهة مرتقبة. اختارت تلك المنظمة لتدريباتها معمال أُغلق بُعيد انهيار االتحاد السوفييتي، وصارت تســتقبل في ساحته المتطوعين من المواطنين الراغبين في تعلم حمل السالح وبعض تقنيات االشتباك في المعارك. بحســب أليكســي فإن منظمته وحدها كان لديها أكثر من خمسة وعشرين ألف متطوع دربتهم على حمل السالح. كانت المنظمة تؤمّن البنادق المستخدمة
19
Made with FlippingBook Online newsletter