تغطية الجزيرة للحرب الروسية الأوكرانية

ما دام ذلك ممكنا عبر الوســائل التجارية، حتى إن بعض الدول عينت طائرات إجالء لرعاياها. بالتزامن مع هذه التطورات كانت البالد تعيش على وقع هجمات إلكترونية ازدادت وتيرتها، وقد طالت هذه الهجمات مواقع لمؤسسات مهمة مثل: وزارة الدفاع، والقوات المسلحة، والبنوك، مما تسبب في تعطيل خدمات تلك المواقع آمادًا مختلفة. تحدثت إلى العديد من األشــخاص فأخبروني بأنهم لم يســتطيعوا الولوج إلى حســاباتهم المصرفية عبر الجوال، وفي المقابل كانت البنوك تصدر بيانات مقتضبة تشير إلى أن ما يحدث هو خلل إلكتروني يتم التعامل معه، وكانت تبلغ زبائنها رسائل عبر موقعها بأن هذا الخلل يتم التعامل معه. كان واضحــا عــدم رغبة المســؤولين األوكرانيين في الســماح لمثل هذه الحوادث بأن تزيد من توتير الوضع وإثارة مخاوف المواطنين وإيجاد حالة من الهلع. كان صعبا من الناحية التقنية التأكد من أن الروس هم من يقومون بذلك، وقد تحدثت إلى الخبراء المعنيين في كييف فأخبروني بذلك أيضا، وأنا أفهم هذه النقطة تماما، إذ عملت على موضوع مشابه في تركيا التقيت خالله بعض الخبراء البارزيــن في مواجهــة الهجمات اإللكترونية، فأكدوا لــي صعوبة معرفة مكان انطــ ق هذا النوع من الهجمــات، ومع ذلك فإن جميع الخبراء الذين تحدثت إليهــم أثنــاء عملي على هذا النوع من الحوادث، متفقون على أنه حتى وإن لم يكن باإلمكان تحديد مكان إطالق الهجمات، فإنه باإلمكان تقدير الجهات التي تقف خلفها، وفقا لألضرار التي تتسبب فيها، وفي الحالة األوكرانية كان المتهم األساســي، بحســب هؤالء الخبراء، هم الروس. وكما قلت فلم تسلم المواقع الحكومية المهمة من تلك الهجمات بما فيها موقع وزارة الخارجية التي كانت تكثف اتصاالتها في تلك الفترة لحشد دعم دبلوماسي ضد التهديدات الروسية، وال موقع البرلمان. وبالتزامن مع هذه المشكلة التي كان يواجهها األوكرانيون كانت تصل إلى السلطات األوكرانية عشرات االتصاالت والبالغات عن وجود أجسام مشبوهة أو

25

Made with FlippingBook Online newsletter