تغطية الجزيرة للحرب الروسية الأوكرانية

قنابل في هذا المكان أو ذاك، كما حدث يوم الثالث والعشرين من فبراير/شباط حيث وردت أخبار عن وجود قنبلة في البرلمان (الرادا)، وقد كنت هناك يومها وبعد تفتيش المبنى اتضح أن الخبر كاذب، وإذا عرفنا أن البرلمان األوكراني كان مشغوال في ذلك اليوم بالتصويت وإقرار عدد من القوانين ذات الطبيعة العاجلة، كقانون التسليح الفردي، وفرض حالة الطوارئ في البالد يتضح األمر جليًّا. فبارير/ شباط 24 كان يوم الثالث والعشــرين يوما طويال ومُتعبا، عملت فيه طيلة نشــرات النهــار، واســتمر األمر حتى نشــرة منتصف الليل التي تحدثــت فيها عن إقرار البرلمــان باإلجماع فــرض حالة الطوارئ في البالد، وإعــ ن طلب االحتياط للمواطنين ممن أدوا الخدمة العسكرية، وتقدموا بطلب عند نهاية خدمتهم يفيد باستعدادهم لاللتحاق بالجيش عند الحاجة. كان الوضع متوترا، فكل هذه التطورات كانت في يوم واحد وهو أمر أثقل من أن يدرك أبعاده العقل دون تفكير عميق، لكن أنَّى ذلك والساعة تقترب من الواحــدة فجــرا فآثرت تأجيل هذا التفكير وذلك التأمل إلى ما بعد أخذ قســط من الراحة، فزحفت إلى سريري في الطابق الحادي عشر من فندق أوكرانيا في ميدان االســتقالل في كييف وأردت أن أنام غير أن ثمة شــخصا آخر كانت له إرادة مغايرة. لقد اتخذ بوتين قراره. استيقظت بعد برهة على أصوات انفجارات وركض في ممرات الفندق.. لقد بدأت روسيا مهاجمة أهداف في العاصمة ووقع ما كان العالم يحبس أنفاسه انتظارا له. لقد بدأت الحرب مع فجر الرابع والعشــرين من فبراير/ شــباط بــدأت أصوات انفجارات ضخمــة تُســمع في أنحاء العاصمة كييف. لم أعد أذكــر تماما أيّنا الذي اتصل أوال باآلخر، أنا أم زميلي المصور تشــاغطاي، ولكن ما أذكره أننا كنا نســابق الزمن لتحضير الكاميرا وجهاز البثّ، بعدما ارتدينا ما اعتقدنا أنه كاف لتدفئتنا. حاولــت أوال الحصول على معلومات عن مواقع الضربات، كان معظمها فــي أطراف كييف، في بوريســبول وبروفاري وغيرهــا، لكنها لم تكن وحدها.

26

Made with FlippingBook Online newsletter