عودة إلى دونباس قبيل الحرب عدنا من جديد إلى دونباس، في التاسع عشر من فبراير/شباط، تماما كما توقعت المسؤولة اإلعالمية لالنفصاليين، ومن الواضح أنها كانت تعلم أن أمرا جلال قادم، رغم أني أستبعد أنها وباقي المسؤولين في اإلقليم االنفصالي كانوا يعلمون تفاصيل أكثر مما يُراد لهم أن يعلموه. وصلنا إلى دونيتســك يوما واحدا بعد إطالق الســلطات الموالية لروســيا عملية إجالء واسعة لسكان اإلقليم من النساء واألطفال إلى األراضي الروسية، كان ذلك يتم بالتوازي مع إعالن التعبئة العامة في صفوف جميع الذكور القادرين عاما. 55 و 18 على حمل السالح الذين تتراوح أعمارهم بين تزايدت بشكل متسارع اإلرهاصات والمؤشرات، على أن الحرب أصبحت قريبة. يوما واحدا بعد ذلك، اعترفت روســيا باســتقالل جمهوريتي دونيتســك ولوغانســك الشعبيتين عن أوكرانيا، كان يوما شاقا في مسار التغطية اإلخبارية، فُتح الهواء ساعات طويلة من أجل رصد كل صغيرة وكبيرة.. مداخالت مباشرة كل ساعة وأحيانا مرتين أو ثالثا خالل نفس النشرة. رصدنا االحتفاالت الشعبية بهذا الحدث الكبير، تجمهر عشرات من سكان دونيتســك وســط ســاحة لينين المقابلة لفندق إقامتنا، رافعين األعالم الروسية وأعالم الجمهورية االنفصالية.. لم تدم تلك االحتفاالت طويال مع حلول وقت بالتوقيت المحلي. 23 : 00 حظر التجوال في تمام الساعة عدت أنا والزميل المصور إلى الفندق لنأخذ قسطا من الراحة، ولنتدفأ قليال بعد وقوفنا ساعات طويلة في برودة كانت تقترب من عشر درجات تحت الصفر، وفي لحظة االسترخاء تلك فتحت هاتفي ألتفحص ما يروج في مواقع التواصل بخصوص هذا الحدث االستثنائي، ألُفاجأ بفيديو نشرته حسابات محسوبة على االنفصاليين وأخرى روســية، يُظهر ما قيل إنه قوافل عســكرية روسية اجتازت الحدود في طريقها إلى دونيتسك. بعد التنسيق مع مدير التخطيط والزمالء في قسم المراسلين، قررنا التوجه على وجه الســرعة إلــى مداخل المدينة لرصد دخول تلك القوافل العســكرية الروسية. استدعيت السائق الذي كان يستعد للخلود إلى النوم، ووصل المرافق
33
Made with FlippingBook Online newsletter