تغطية الجزيرة للحرب الروسية الأوكرانية

أرتديه والذي جعل وزني أثقل وحركتي أصعب. دائما األفكار الغريبة تزورنا في التوقيت الخطأ، وبدل أن أفكر في اللحظة التي أعيشــها خطرت ببالي فكرة: ماذا لو ســقطت في النهر؟ صحيح أنني أجيد كيلوغراما يبدو األمر شبه مستحيل، 12 السباحة لكن مع الدرع الذي يزن نحو مؤكد أنه سيسحبني إلى القاع. ثم فجأة بدأت أضحك.. أنظر إلى الفريق بين الضفتين ونضحك ويضحك الجنود.. وأنا والرجل الريفي عالقان وســط النهر؛ يحاول بجســده الضعيف أن يسيطر على القارب، والجنود الذين يمسكون بالحبل يحاولون سحبنا باتجاههم. هؤالء قوات أوكرانية لكنهم " ما إن نجحنا في الوصول حتى قالها المنتج: . تحقق الجنود مــن بطاقات الصحافة األوكرانية، " يظنون بأننا متســللون روس وتبيَّن أننا كنا قادمين من مناطق ســيطرة القوات الروســية، فالخارطة تتغير كل يوم والجندي المرافق لنا لم يكن على علم بذلك. وعليه قرر الضابط المسؤول أال نعود بســيارتنا إلى مدينة خاركيف. سيتم نقلنا بسيارة زراعية إلى جهة آمنة، وسيتكفل الجيش بنقل سيارتنا من المنطقة إلى منطقة أخرى. كنا نجلس في شــاحنة مخصصة لنقل أشتال الورد ال مقاعد بها. نتدحرج يمينا وشماال ونحاول أن نتشبث. نتوقف عند حواجز على الطريق، يفتح الجنود الباب يتأملون حالنا ونحن الذين ما زلنا صياما لم تبتل عروقنا بشربة ماء، مرهقين والبرد ينخر عظامنا، وكل واحد منا غارق في صمته. بعد ســاعات وصلنا إلى مدينة لوزوفــا، وظننا أن الحكاية قد انتهت، وإذ بالشــرطة والمخابرات في انتظارنا إلجراء تحقيق فيما حدث. ســاعات أخرى مــن اإلجراءات كانت ثقيلة لكنني كنت فقط أريد أي إشــارة اتصال ألتأكد أن أمــي بخيــر. ألقول إلخوتي إنني على قيد الحياة، فأنا في هذا اليوم لم أتواصل معهم، ولم أظهر على الشاشة، وأمي، رغم مرضها، كانت تتابعني. في الطريق إلى مقر إقامتنا، ونحن نعبر طرقا غارقة في الظالم ونقف على حاجز تلو اآلخر، كنت أتساءل عن كل األضداد التي تمأل حياتي، ويذكرني بها دائما األشــخاص الداعمون والمنتقدون لعملي: يا ســ م ليس لك من اسمك نصيــب. يا ســ م ما الذي يدفعــك لهذا العمل. اعذريني يا ســ م يبدو أنك

70

Made with FlippingBook Online newsletter