تغطية الجزيرة للحرب الروسية الأوكرانية

الوحيدة التي توافق على الذهاب فأنت مندفعة. عندمــا قــررت أن أبقى في خاركيف مع الفريق كنــت أتلقى ألف تحذير ونصيحة بأن أبتعد، وأنني لست مجبرة.. لكن ثمة صوت خفي ما برحت أسمع صداه يتردد في نفسي، إنه مرشدي، صوت اطمئنان بأن كل شيء مقدَّر ومكتوب. وفي مساحة االطمئنان هذه لم أكترث ألي صوت كان يحاول أن يسحبني إلى الخلف. بل على العكس؛ كنت كأني أشعر بيد تربت على كتفي وصوت يخبرني بأني أبلي بالء حسنا. يكتسب الكالم قيمته حينما يأتي في توقيته المناسب. بعد أيام وجبت علَّي العودة من خاركيف إلى فلســطين.. عندما كنا ننتظر قــدوم القطار كنت أتمعــن خاركيف؛ تلك المدينة الجميلة حتى وهي في حالة حرب. كنت أتساءل: ترى كيف كان شكلك يا خاركيف والحياة تدب فيك قبل أن تحولك الحرب إلى مدينة أشــباح؟ كم من مدينة عربية حولتها الحرب إلى ركام ولم يهتز للغرب جفن؟ كنت على مدار شــهر من العمل ال تفارقني فكرة المقارنة بين وجعنا ووجعهم، بين حربهم وحروبنا، بين ما نشاهده في فلسطين كل الحروب بشعة بال شك، … وسوريا واليمن والعراق وما نشاهده في أوكرانيا والوجع اإلنساني واحد دون ريب، لكن األكثر بشاعة أن يظن قساة القلوب أن اإلحساس باأللم يتغير وفق لون العيون والبشرة. مراسلة " شــاكرة لكل تلك المناطق التي منحتني فرصة أن أقوم بما أحب؛ ، في ميدان ظل وقتا غير قصير ال يتسع للجنس اللطيف. " ميدانية

71

Made with FlippingBook Online newsletter