يُقبل على العمل وفي ذهنه أنه يمكن أن يتحول إلى خبر عاجل، بدل نقل ذلك الخبر الذي يترقبه المتسمِّرون أمام الشاشات. يُقبل بقلب قويّ، هو قلب اإلنســان الذي يرى عنف اإلنســان على أخيه، ويرى حرص الطرفين على القتل، إن لم يكن التشفّي، ومع ذلك فهو يملك من القوة النفسية ما يجعله يقف مع نقل الحقيقة دون أي نقص أو تلوين، فهو بهذا يستحق وصف الشجاعة الصحفية الحقّة. ثــم، وهــو ينقل تلك األحداث، ال يغيب عنه قلب اإلنســان الذي يذوب حزنًا وكمدًا على ضحايا الحرب من بشر يُقتل وشجر يُقتلع وبناء يُدمّر وأرض تُحرق.. وباختصار حضارة تنهار كل أساساتها، فال يملك إال أن ينحاز لإلنسان وقضاياه، فهو بذلك يستحق وصف الصحفي أو المراسل اإلنسان. ولم نستطرد في الوصف والتعليل؟! وبين أيدينا مادة هي خير ما يوضح ما نرمي إليه في هذه التقدمة العجلَى، فعودوا إليها مستأنســين لحديث، ومنفعلين بحقائق، ومعجبين ومقدرين لشجاعة كتابها.. ففيها مغناة عن كل وصف، وغناء من كل تقرير أو تحرير. فهلم إلى هذه المائدة الملهمة، ففيها ما يشــتهيه الصحفيون، ويروي ظمأ عاشقي مهنة المتاعب. والله الموفق محمد المختار الخليل مدير مركز الجزيرة للدراسات
6
Made with FlippingBook Online newsletter