تغطية الجزيرة للحرب الروسية الأوكرانية

حياد الجزيرة عمر الحاج

في العشــرين من شهر فبراير/شباط، الساعة العاشرة مساء، جاءني اتصال من مديري عبد العظيم محمد يطلب مني أن أتجهز للسفر غدا على أول طائرة باتجــاه أوكرانيا لتغطية ما كان يعرف حينها بالتوتر بين أوكرانيا وروســيا. كنت مثل الكثيرين ال يستقر لي رأي حول ما كانت هذه األزمة ستمر دون توتر كما حدث العام المنصرم، إذ قيل حينها إن فتيل األزمة نزعته وساطة تركيا بعد زيارة ، 2021 الرئيس األوكراني فلوديمير زيلينسكي لتركيا في العاشر من أبريل/نيسان ولقائه الرئيس رجب طيب أردوغان في إسطنبول، وتأكيد األخير أن هذه الزيارة ليست تشكيال لجبهة ضد طرف ثالث (يعني روسيا)، بل على العكس هي مبادرة لتخفيف التوتر بين روسيا وأوكرانيا، وربما توطئة لحل شامل بين الدولتين. أذكر ذلك ألنني غطيت الزيارة حينها في إسطنبول، وكنت أضع نصب عيني ما جرى فيها وما بعدها من أحداث أثناء تجهزي السريع لهذه المهمة. خالل ســني عملي اإلحدى عشــرة مع الجزيرة، التي تعد قصيرة نســبيا، غطيــت عددا ال بأس به من الحــروب والنزاعات في مناطق كانت تعد متوترة إلى حد ما، على رأسها الحرب في سوريا، والعمليات العسكرية التركية الثالث التي شنت ضد تنظيم الدولة، ومن تسميهم أنقرة أذرع حزب العمال الكردستاني في سوريا، إضافة إلى حرب أذربيجان ضد أرمينيا. استفدت من ذلك كله، وبالذات الحرب في سوريا، التي طبعت في وجداني تجربة ثرية حول كيفية تغطية الحروب وما يشوبها من لغط كثير وما يصحبها من حروب إعالمية، بل أحيانا استغفال األطراف المتصارعة للصحفيين، بعلمهم أو من دون علمهم، لترويج رواية على حساب أخرى. وأنا أســير لتغطية األزمة، التي تحولــت إلى حرب فيما بعد، عمدت إلى البحث عن المصادر التي سأســتقي منها الخبر فكان أن اســتقرت وجهتي بدءًا

83

Made with FlippingBook Online newsletter