العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

165 |

اإلعالميــة في اليمن من أي تنوع إعالمــي، وإخراس األصوات المخالفة لتوجهات السلطة، وسلطات األمر الواقع في مناطق أخرى، مما يسمح لها بالسيطرة على الرأي العام والتح م فيه. فمن يقود اإلعالم ويوجهه خالل هذه المرحلة هم أطراف الصراع ). عالوة على ذلك، فقد اســتغلت أطراف الصراع وســائل اإلعالم في 37 في اليمن( الدعاية السياسية وجهود التعئة وفي المقاومة اإلعالمية والحرب النفسية ضد بعضها ال عض. يتماهــى موقف ســلطة األمــر الواقع في اليمن ونظرتها إلى وســائل اإلعالم خالل فترة الحرب مع الفلســفة النقدية التي ترى وســائل اإلعالم أدوات ســيطرة وتسلط ثقافي، تحقق هيمنة النخب الحاكمة وأيديولوجياتها السائدة في المجتمع؛ باستغفال تخدير نظرته النقدية إلنتاج مجتمع بال " الوعي الجمعي والســيطرة النفســية عليه، و ). ويدفع ذلك المنظومة اإلعالمية اليمنية أكثر نحو تني خطاب تعوي 38 ( " معارضة أحــادي االتجــاه ول نه متعدد األقطاب؛ إذ تتنازع الالد ســلطات متعددة، معظمها يعتر اإلعالم عدوًا، ويســتخدم كل الوسائل إلبعاد عيون الصحافة ووسائل اإلعالم عن مناطقه. وفي المقابل، يع س غياب النقد وهيمنة االتجاه األحادي في كل منها صرامــة الرقابــة والتقييد اإلعالمي في هذه المرحلة. ومن المهم اإلشــارة إلى ثالثة عوامل تضافرت معًا لصياغة بيئة إقصائية قمعية لوســائل اإلعالم وحرية التعير في اليمن: ، التي عطَلت 2014 - العامل األول: أحداث الحادي والعشــرين من ســتمر/أيلول مخرجات مؤتمر الحوار الوطني واســتحقاقات الفتــرة االنتقالية، وقادت اليمن إلى دوامة من العنف المسلح واالقتتال األهلي. - العامل الثاني: االنقســام السياســي الحاد بين مختلف القوى والم ونات الوطنية، والذي قاد إلى حالة فرز وتنميط هوياتي مني على الموقف واالنتماء. - العامــل الثالــث: دور الفاعل الخارجي في تغذية الصراع ودعم أطرافه سياســيًا وإعالميًا وماديًا، وتمويل أدواته اإلعالمية من خارج الحدود، وهو ما يعِّبِر عن تعية إعالمية وارتهان ألجندة سياسية عابرة للحدود، ساعدت كثيرًا في إطالة أمد الحرب وتعقيد الحل.

Made with FlippingBook Online newsletter