العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

| 176

ويصح األمر أكثر خطرًا بالتحريض الماشر عر وسائل اإلعالم الجتثاث الخصوم، والدعــوة صراحــة لقتالهم. وقد قادت ظروف الحرب إلــى تراجع قيم التعايش في الخطاب اإلعالمي لصالح انتعاش دعوات العنف، وهي نتيجة طيعية لتأثر وســائل اإلعالم باليئة الصراعية التي تعمل فيها. ، أطلق الرئيس األســق، علي عد الله صالح، عر 2017 في الثاني من مارس/آذار دعوة ألنصاره من وجهاء الق ائل وقيادات حزبه، إلى تأمين " اليمن اليوم " قناته الفضائية ، في إشــارة " مخلفات تنظيم اإلخوان المســلمين " مناطقهم، وتنظيفها ممن وصفهم ). فيما دعت 80 إلى أعضاء حزب اإلصالح، ثاني أكر األحزاب السياسية في اليمن( ). في 81 ( " القاعدة وداعش " جماعة الحوثي إلى التعئة العامة لمواجهة من تصفهم بـ حين التقت دعوات حزب المؤتمر الشعي العام وحزب اإلصالح والحراك الجنوبي )، أما المجلس االنتقالي الجنوبي فقد 82 إلى التعئة العامة لمواجهة جماعة الحوثي( ). وبذلك 83 أعلن التعئة العامة للحرب على الح ومة الشرعية وطردها من الجنوب( باتت عناوين وسائل اإلعالم في اليمن مصوغة بلون الدم وسط دعوات كل األطراف للحرب واالقتتال. في الجانب اآلخر، يالحظ أن حالة االنقسام والتشرذم اإلعالمي انسحت أيضًا على آليات التنظيم الذاتي للجســم الصحفي، فقد تعطَل ال يان المدني المؤطر لمنتســي المهنــة الصحفية، نقابة الصحفيين اليمنيين، على وقع االســتهداف الممنهج للنقابة وأعضائهــا مــن أطراف الصراع. فقد تعرض مقر النقابة الرئيس بصنعاء إلى اإلغالق تحت تهديد السالح، كما تم مداهمة مقرها في عدن واالستيالء عليه من ق َِل المجلس االنتقالي الجنوبي، باإلضافة إلى إغالق فروع النقابة في محافظات تعز وحضرموت ). ورغم أن نقابة الصحفيين تُعد أول كيان نقابي موحد في اليمن بعد 84 والحديدة( سعوا إلى تقسيمها وتجزئتها إلى 2014 إعادة الوحدة، إال أن المتصارعين سياسيًا بعد أكثر من كيان. في صنعاء، أسست جماعة الحوثي االتحاد العام لإلعالميين اليمنيين، ، وبعد مضي عام شــهدت مدينة عدن التي يســيطر 2022 يناير/كانون الثاني 30 في عليها المجلس االنتقالي الجنوبي إشهار نقابة الصحفيين واإلعالميين الجنوبيين، في نقابة " ، وهو ما يعِّبِر عن تقاسم فعلي لتركة النقابة األم 2023 يناير/كانون الثاني 18 . " الصحفيين اليمنيين

Made with FlippingBook Online newsletter