العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

| 182

في اليمن؛ إذ تعمل جميع أطراف الصراع على توجيه رســائلها اإلعالمية عر ش ة مت املة من أنظمة اإلعالم التليفزيوني واإلل تروني والش ي من خارج الحدود، مما ينتج عنه مشــهد إعالمي تعددي إلى حد ما. في الغالب، يتأرجح أداء تلك األنظمة اإلعالميــة بيــن تقديم وجهات النظر السياســية ألطراف الصــراع من جهة، وتادل االتهامات وإدانة الخصوم ونشر خطاب ال راهية من جهة أخرى. ويعني ذلك استعاد كل طرف ألصوات األطراف األخرى في وســائل إعالمه ومحاربتها، وفي المقابل تعزيز عملية االستقطاب والتعئة السياسية من خالل الخطاب اإلعالمي الدعائي. يم ــن القول: إن نموذجًا اســتثنائيًا طارئًا يتعلق بالصحافة العربية يتشــ َّكَل في بيئة . وفي هذا النموذج، " نموذج االستقطاب " الصراع واالنقسام والتشرذم، يم ن وصفه بـ يم ن أن تتماثل المنظومة اإلعالمية في اليمن مع منظومات أخرى في بلدان عربية مشــابهة، تشــهد انت اسًا للصحافة وحرية التعير والممارســة المهنية إثر تعثر مسار االنتقــال السياســي فيها، وهو نمــوذج هجين من النموذجيــن، التعددي والتعوي، يع س حالة التلوث في عمليات الناء الثقافي للمجتمع وتش يل هويته نتيجة صراع العناصر المتعددة غير المتجانسة هوياتيًا، والمت افئة اتصاليًا على مجال االستقطاب الجماهيري. في هذه الحالة، ينشأ ش ل من الصراع بين منظورات الهيمنة والمقاومة، والتقييد والتمرد، وتحدي أي تفسيرات لتدعيم الوضع السائد. ما يميز هذا النموذج عن سابقيه هو الحالة التصادمية واإلكراهات المتدفقة في العملية االتصالية المشحونة بالعنف والعدائية والعدوان المتادل، قد تتفاوت حدتها من بلد إلى آخر وفقًا لطيعة الصراع وحالة االســتقرار السياســي. وتقى المنظومة اإلعالمية اليمنية حالة فريدة متطرفة في االســتقطاب السياســي للهيمنة على الخطاب العام والتح م في الفضاء العمومي. فــي الحالة اليمنية، يقــى الحديث عن إصالح المنظومــة الصحفية واإلعالمية في اليمن غير ذي جدوى قل أن تتوقف الحرب وينتهي الصراع أو ًلا ، وتســتعيد الدولة نظامها السياسي الموحد الضامن ل ل الحريات. وفي ظروف التف ك الراهنة يتوجب الحث عن إطار محايد لتوحيد الرؤية الوطنية اإلعالمية وإعادة االعتار لمهنية العمل الصحفي.

Made with FlippingBook Online newsletter