219 |
. نموذج العالقة بين المنظومة اإلعالمية والنظام السياسي 5 ظلت عالقة المنظومة اإلعالمية بالنظام السياسي القائم مدار اهتمام الحث اإلعالمي والعلوم السياسية أيضًا. وتتناول العلوم السياسية هذه العالقة من منظور م انة اإلعالم فــي االنتقــال الديمقراطي، بينما تركز الحوث اإلعالمية علــى عالقة التأثر والتأثير بيــن المنظومتيــن إضافة إلــى اهتماماتها األخرى. والواقــع أن وصف هذه العالقة بين المنظومتين (اإلعالمية والسياســية) ضمن نموذج ثابت محدد أمر يصعب إثاته كما يصعب تعميمه في جميع الوحدات السياســية المشــابهة أو في المراحل الزمنية والسياســية المختلفــة. وعلى األرجح، فإن الحوث ال ميــة ال يم نها اختار كون التحول الديمقراطي يمثِل ســ ًا أو نتيجة في هذه المعادلة، ما يعني أن العالقة أكثر تعقيدًا من تسيطها في عالقات خطية س ية. ويستخلص بعض الاحثين أن األدبيات العلمية حول العالقة بين اإلعالم والتحول الديمقراطي تتســم بالتذبذب إجماًلا؛ إذ يســود االعتقاد بأن النظم الشمولية وغير الديمقراطية لن تتحول إلى نظم ديمقراطية في غياب حرية التعير وفي مقدمتها حرية اإلعالم، بينما يجعل بعضهم من أســقية المجتمع الديمقراطي شــرطًا لحرية اإلعالم. ويرى الاحث -كما ورد في دراســة ) حول اإلعالم األردني والتحــول الديمقراطي- أن النماذج النظرية التي 69 ســابقة( تتناول العالقة بين دور اإلعالم والديمقراطية ال تُقدِم إجابات شــافية لهذه العالقة، غير أن االتجاه العام في تلك النماذج، وفي تجارب الشــعوب والدول، يؤكد أهمية دور اإلعالم الــذي يتمتــع بقدر كاف من الحرية والتنــوع في الدفع بعملية االنتقال الديمقراطي. وقد استخلصت تلك الدراسة أن نموذج التأثير المتادل (التادلي) هو النموذج الذي تح َّكَم في عالقة منظومتي اإلعالم والسياسية. ويجدر التأكيد أن نموذج وليم روو بخصوص عالقة اإلعالم بالمنظومة السياسية ظل مفيــدًا في فهم تلك العالقة، وتحوالتها وفق أنماط النظم السياســية، وهي اإلعالم التعوي، والموالي، والتعددي، واالنتقالي. ووفقًا لمجموعة المؤشــرات التي وردت ) الذي يضم مؤشــرات تقديرية عن سمات 6 في الجداول الســابقة، والجدول رقم ( المنظومة اإلعالمية، يم ن وصف النظام اإلعالمي األردني بأنه إعالم متنوع ومختلط. وهذا ما يرتط عادة بالنظم السياســية االنتقالية وفقًا لنموذج رو؛ حيث يتميز النظام االنتقالي بمل ية مختلطة لوســائل اإلعالم، واختالط أو تنوع مل ية وسائل اإلعالم،
Made with FlippingBook Online newsletter