العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

| 222

خالصة إن النظريات التي تتناول العالقة بين دور اإلعالم والديمقراطية ال تقدم إجابات شافية لهذه العالقة، غير أن االتجاه العام في تلك النظريات، وفي تجارب الشعوب والدول، يؤكد أهمية دور اإلعالم الذي يتصف بقدر كاف من الحرية والتنوع في الدفع بعملية ). وفي هذه العملية، يدو نموذج التأثير المتادل (التادلي) 72 االنتقــال الديمقراطي( هو األكثر إقناعًا في وصف هذه العالقة. في الواقع، ال يوجد بناء نظري مت امل يفســر ال يفية التي تعمل بها المتغيرات في ). فال يدو نمــط المل ية أو اإلدارة هو 73 معادلــة اإلعالم والتحــول الديمقراطي( األساس، بل إن إطار حرية الصحافة المستند إلى تشريعات مناسة، وممارسة سياسية مشــجعة، هو ما يؤدي إلى قيام وســائل اإلعالم بدورها في نقل الحقائق، وتفسيرها بمســؤولية، وقيامها أيضًا بدورها األهم المتعلق بممارسة الرقابة والمساءلة مساهمة منها في حماية مصالح المجتمع والدولة. أمــا النيــة االقتصادية لمنظومة اإلعالم األردني، فإن تنــوع أنماط المل ية هو أحد ميزاتهــا اإليجابيــة، ويمتد ذلك من المطوع إلى المرئي مرورًا بالمســموع، غير أن نمــط المل يــة ال يخر كامل القصة، كما قال وليــم روو. فالح ومات لديها طرائق متعددة لممارســة الرقابة، وقد تؤثر الح ومات في المضامين اإلعالمية بشــ ل غير .) 74 ( " الرقابة الذاتية " ماشر أو عر اإلقناع، وهو ما يتمثَل في ممارسة الصحفيين لـ ، لم تحدث تحوالت جوهرية في كال النسقين 2023 إلى 2011 في الفترة الممتدة من بين " تدني الثقة " و " عدم اليقين " أو المنظومتين، اإلعالمية والسياسية؛ إذ طغت حالة الطرفيــن، ويــدو ذلك في المنظومة اإلعالمية من خالل عدة مالمح، أهمها: تجنب لدى الصحفيين بنســة " الرقابة الذاتية " الغوص في التحليل النقدي، واســتمرار آلية )، وهو ما أشــار له أيضًا وليم روو في دراســاته الم رة والمحدثة 75 مرتفعة جدًا( ). ويع س ذلك التوجس من عواقب التف ير خارج الخط 76 عــن الصحافة العربية( الذي ترسمه الح ومات، مع إبقاء هامش ما لتناول الخدمات اليومية، وبعض الخطط الح وميــة في مجاالت االقتصاد والتنمية واالســتثمار وغير ذلك مما ال يدخل في جوهر السياسة.

Made with FlippingBook Online newsletter