العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

235 |

مقدمة أكتوبر/تشرين 7 أخذت مســارات الحرب التي شنَتها إســرائيل على قطاع غزة، في ، أبعادًا غير مسوقة في تاريخ الصراع اإلسرائيلي-الفلسطيني، ما جعلها 2023 األول تحظى أيضًا بتغطية إعالمية واسعة وغير مسوقة في جميع وسائل اإلعالم والش ات الدوليــة المختلفة. وتميزت معالجــة الخطاب اإلعالمي الغربي لمجريات األحداث والوقائع بسمات خاصة؛ إذ ظل يمثِل في معظمه صدى للرواية اإلسرائيلية وأخارها وغيرها من القصص، " اغتصاب نســاء إسرائيليات " و " حرق أطفال رضع " الزائفة عن الســيما أن هــذا اإلعالم كان مرافقًا لقــوات الجيش اإلســرائيلي -وهو ما يُعرف - سواء داخل إسرائيل أو في شمال قطاع غزة. " اإلعالم المرافق للقوات " بـ وهنا، كان الصراع على الرواية يدو أولوية قصوى لصانع القرار السياسي والعس ري ، بل تُعد جزءًا " معركة األرض " ال تقل شأنًا عن " معركة الرواية " اإلسرائيلي، باعتار أن ال يتجزأ من الحرب. لذلك استطاع القائم بالدعاية اإلسرائيلية تعئة جميع الوسائل والقدرات االتصالية والدعائية من أجل الترويج لهذه الرواية، وقد برز ذلك في معظم وســائل اإلعالم الغربي خالل األيام األولى من الحرب. فتحوَلت هذه الوسائل إلى أجهزة أيديولوجية/دعائية تُروِج ألطروحات الرواية اإلســرائيلية التي تُشوِه حركات المقاومة الفلسطينية وإرادة الفلسطينيين في التحرر من االحتالل اإلسرائيلي. لطالما اعترت مؤسسات اإلعالم الغربي نفسها مرجعًا مهنيًا في صناعة اإلعالم خالل سياساتها " عقيدة " العقود الماضية، ل ن الحرب اإلســرائيلية على قطاع غزة كشــفت التحريرية التي يم نها أن تتجاوز القواعد والضوابط الحاكمة للممارســة المهنية في المعالجة اإلعالمية للصراع اإلسرائيلي-الفلســطيني. وقد تســتخدم هذه المؤسسات إســتراتيجيات خطابية متعددة لناء تمثالت عن الذات الفلســطينية في وعي المتلقي دون أن تأخذ بعين االعتار سياق هذا الصراع وال جذوره وال أسابه. . اعتباارت منهجية ونظرية 1 مشكلة الدارسة وأهدافها اعتمد اإلعالم الغربي في تغطيته اإلخارية للحرب اإلســرائيلية على غزة منطلقات الرواية اإلسرائيلية التي تُشوِه حركات المقاومة الفلسطينية والفلسطينيين عمومًا، ولم

Made with FlippingBook Online newsletter