العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

237 |

المقاربة النظرية les تعتمــد الدراســة على الموجهيــة في الخطــاب، ويتنزَل محــث الموجهات ( ) فــي إطــار تحليــل الخطاب، باعتــاره مظهرًا من مظاهــر الحث في modalités اللسانيات المعاصرة وبح م حضوره في نظريات التواصل وإسهامه في تصور العالقة التخاطية وتوجيه المقاصد وتحديدها. فقد اعتنى اللســانيون بالموجهات في تحليل الخطاب وتنوعت تصنيفاتهم بحســب متطلات القضيــة المطروحة. ويُعرِف فرانك اإلبالغ الداللــي المرتط بتوجه المتك ِّلِم أو " ) الموجهات بـ Frank Palmer بالمــر ( ). ومثَلت الموجهية آلية داللية ذات طابع وظيفي تعمل على 1 ( " برأيه نحو مـــا يُقال كشــف مضمرات الخطاب من خالل أســاليب لغوية ومعنوية تُسهِم في حسن الفهم والتأويل. " الموجهية " واســتخدم الاحثون مصطلحات مختلفة للداللة على الموجهات، ومنها . واختلف " المشــروطية " و " الموقفية " و " القصدية " و " الصيغــة " و " الوجه " و " الجهــة " و الاحثون في حد الموجهية، ومنهم من استلهم المنطق في تعريفها، ومنهم من اعتمد الدراســات النحوية، ل نهم اتفقوا جميعًا على أن الجهة أو الموجهية لها تأثير كير أن الجهة مفهوم لســاني " تحليل الخطاب " في إنتاج الخطاب وفهمه. واعتر معجم موقف الذات المتك ِّلِمة من ملفوظها الخاص، وهو موقف " بامتياز؛ إذ يتعلق األمر بـ يخلِف آثارًا متنوعة األصناف (صرافم، ســمات نغمية، إيماءات محاكية)، وكثير من .) 2 ( " هذه اآلثار وحدات متفاصلة في حين أن الجهية إجراء مسترسل وتمثِل الجهة محثًا لغويًا ال يختص بلسان معين، بل يم ن أن يُدرس في كل األلسن؛ ُيـ ِن وجهة نظره مما يقول، ألنــه يحث في موقــف المتك ِّلِم من مضمون كالمه وي وي شف نواياه ويُبِّيّن عالقته بما حوله وبمن حوله، وهو يسعى إلى بيان مركزية مُِْشِئ الخطاب أثناء إنتاج خطابه. ويشير مصطلح الموجهية إلى استخدام اللغة للتعير عن االحتمــال أو القدرة أو اإللزام أو الضــرورة. ويتم التعير عن الموجهية في العربية من خالل استخدام األفعال المساعدة التي تضيف معنى للفعل الرئيسي مثل: يم ن، يجب، يستطيع، يلزم، وغيرها، أو من خالل المواقف المضمَنة في الخطاب. جملة تلك الواســمات التي يعتمدها المتك ِّلِم " وبهــذا المعنــى فإن مفهوم الجهة هو بـ ًا مح ومًا بجهة اعتقــاده. فهي تتجاوز الفعل إلى االســم والحروف � ش ـ ِئ خطا �ْ ليُن

Made with FlippingBook Online newsletter