العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

| 240

أن التوجيه في النحو باستعمال األفعال ي ون لإلبانة عن نوايا المتك ِّلِم، وعن تصوُره لألحداث والمواضيع في عالقتها برد فعل المتلقي. هو صفة "َ اهتز " و " هاجــم " و " قتل " و " قضى " إن ما يُشــرِع اســتعمال أفعال من قيل المفعول به (الذات الفلســطينية)؛ إذ إن الفلســطينيين -في نظر إسرائيل ومن يُروِج على أي " اإلرهابي " . وتحيل صفة " إرهابيون " لروايتها في وســائل اإلعالم الغربي- عمل يهدف إلى التســب في موت شــخص مدني أو أي شــخص آخر أو إصابته بجروح بدنية جســيمة عندما ي ون هذا الشــخص غير مشترك في أعمال عدائية في حالة نشــوب نزاع مســلح، وعندمــا ي ون غرض هذا العمل بح ــم طيعته أو في ســياقه موجهًا لترويع الســ ان أو إلرغام ح ومة أو منظمــة دولية على القيام بأي ). وهنا، تُغيِب موجهات الخطاب أهمية الســياق 6 عمــل أو االمتنــاع عن القيام به( فــي المعالجة اإلعالمية لألحداث والوقائــع؛ إذ ال ينظر اإلعالم الغربي إلى جذور وأســاب الصراع التي تتمثَل في االحتالل اإلسرائيلي لألراضي الفلسطينية منذ أكثر من ســعة عقود، وانتهاكاته المستمرة لحقوق الفلســطينيين عر التوسع االستيطاني وتهويد القدس والتطهير العرقي. ويختزل هذه المعالجة في التركيز على لحظة السابع ، وال يرى أيضًا أن الفلسطينيين لهم الحق في مقاومة 2023 من أكتوبر/تشرين األول هذا االحتالل لنيل حريتهم وإقامة دولتهم المستقلة. ومــع اختيــار األفعال يتم انتقاء عارات خاصة لزيادة إقنــاع المتلقي وت ون بمنزلة " بين عشــية وضحاها " طـِر للفعل، كما ورد في األمثلة الســابقة، ومنها عارة: �َ المُؤ التي تدل على الســرعة المفاجئة التي يُقدِم بها الخطاب إنجازات القوات العســ رية اإلســرائيلية، مضيفة بُعدًا دراميًا عميقًا، وتؤكد ال فاءة اللوجستية والعس رية للجيش اإلسرائيلي التي يريد أن يُقنِع بها الرأي العام المحلي، ويُط َِْئِن من خاللها المجتمع اإلســرائيلي. هذا التعير، الذي يُظهِر القوات اإلســرائيلية كيانًا فعَا ًلا ومُنجزًا بصورة مطلقة، ي ُِز الصيغة النرجســية للقوة ويصرف النظر عن األبعاد اإلستراتيجية ال امنة خلف العمليات العســ رية وأهدافها التي باتت تت شف مع استمرار الحرب، خاصة التدميــر الممنهــج للنية التحتية التي تشــمل جميع مصادر الحياة (المستشــفيات، محطات المياه وال هرباء، ش ة الطرق والميناء، خطوط االتصاالت...)، فض ًلا عن التطهير العرقي واإلبادة الجماعية للذات الفلسطينية، والتهجير القسري.

Made with FlippingBook Online newsletter