العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

245 |

)، يم ن أن نستنتج رؤية اإلعالم 2 من خالل العارات التي وردت في الجدول رقم ( الغربي للفلسطينيين وللحرب على غزة، عر توصيف هذه الحرب وأطرافها، أو من خالل نقــل خطابات لسياســيين غربيين. فقد جاءت مث ًلا كلمات النائب، فرانســوا روفان، مقتضة، ل نها شاجة للخطاب السياسي الحالي، وقد وجَه نقده لما يراه عدم كفاية في المعجم السياســي المســتخدم لوصف األحداث التي تجري في إسرائيل. تُشــير كلماته إلى الحاجة الملحَة لعارات تحمل وزنًا وتأثيرًا يوازي هول األحداث حسب اعتقاده، داعيًا إلى تبِّنِي نرة أكثر حزمًا قد تمتد آثارها " اإلرهابيون " التي قام بها لتشمل التوجهات الخارجية للدول ومنع استيراد النزاع خارج حدوده اإلقليمية. فأكثر ما يشغل باله هو الضغط على الرأي السياسي العالمي من أجل إنتاج خطابات شديدة ، وتدعو إلى القضاء عليهم في م انهم، أي في غزة. وبذلك " اإلرهابيين " اللهجة تدين تتم ن فرنســا من عدم ترحيل المشــ لة إلى المجتمع المحلي، وهو الممثل لحزب الذي يدعو إلى المحافظة على سيادة فرنسا أوًلا. " فرنسا األبية " من جهة أخرى، كان تصريح إلسا فوسيون، موجزًا ل ن قاطعًا، ويع س وجهة نظر التي تحملها أفعال حماس بحسب منطلقات " اإلرهاب " تدعو إلى االعتراف بوصمة وفق " المناهض للعنف " هــذا الرأي، وهي وصفــة يتردد صداها في الخطاب الغربي ادعاءاته، وتدعو إلى توحيد الجهة الدولية في مواجهة ما تعتره تجاوزات. وقد ظهر ذلك في بعض المادرات السياســية التي دعت إلى توســيع نطاق التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة ليشــمل أيضًا حركة حماس. وت شــف لغة هذا الخطاب عن إستراتيجية إعالمية وسياسية قد تتنى الساطة والوضوح للتأثير في الرأي العام، ل نها تحمل أبعادًا داللية لنزع الشــرعية السياسية عن حماس باعتارها -كما يشير منطوق ال تمثِل الشــعب الفلسطيني وال يم ن الحوار معها. كما " إرهابية " الخطاب- حركة " األعمال اإلرهابية " يُجرِد هذا الخطاب حماس من العد اإلنساني بسب ما يُسمِيها . " حق الدفاع عن نفســه " شـر ِْعِن للجيش اإلســرائيلي �ُ التي قامت بها، وفي المقابل ي وهذا ما يُغيِب -كما ذكر آنفًا- العد الســياقي للصراع وجذوره وأسابه؛ إذ تتجاهل التغطية اإلخارية جوهر المشــ لة التي تتمثَل في االحتالل ورغة الذات الفلسطينية في مقاومته ودحره عن أرضها.

Made with FlippingBook Online newsletter