العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

| 246

بنفس التوجه اإلســتراتيجي، حمل تصريح رئيس الوزراء الريطاني، ريشــي سوناك، تحذيــرًا من عواقب اإلرهاب ودعوة ماشــرة للمجتمع الدولي التخاذ موقف فعال وحازم. وهذا يع س استمرارية استغالل للسرديات السياسية الدولية التي تركز على م افحة اإلرهاب باعتاره جزءًا ال يتجزأ من استقرار النظام اإلقليمي والعالمي. أما موقف الرئيس األميركي، جو بايدن، فقد تميز بالتصريحات التي تحمل رســائل عديدة على جهات متعددة، تتضمن الفخر الذي أعلنه بالوقوف مع إسرائيل لت ريم الشجاعة وااللتزام اللذين يُعِّبِران عن عمق التحالف األميركي/اإلسرائيلي، ويشددان على التماســك على مســتوى العالقات الدولية. أما اإلشادة بالسالة فقد تنظر إليها بعض األطراف باعتارها دعمًا ال محدودًا يُقدَم إلسرائيل، بينما يراها آخرون تعيرًا عن الثات على المواقف اإلســتراتيجية؛ وهو ما يعطي نوعًا من الط ََْأَنَة والتشــجيع . " مقاومة اإلرهاب " للقوات اإلسرائيلية لمواصلة الحرب تحت راية وفيمــا يخــص اإلحصائيات المتعلقة بضحايا الحــرب على غزة، فمن المفترض أن تضيف بُعدًا إنسانيًا لألحداث، وتُظهِر حجم الخسائر التي تنجم عن الحرب، ول نها جاءت هنا في ســياق تأكيد االنتصار والســيطرة على الوضع؛ إذ ال تُقدِم لمحة عن السياق ال ارثي لألوضاع في غزة بقدر ما تُعزِز الثقة بالنفس لدى الجنود اإلسرائيليين، وإقناعهم بأنهم حققوا أهدافهم وما عليهم ســوى مواصلة الحرب التي لم تحقق أيًا من األهداف المعلنة ســوى التدمير الممنهج للنية التحتية والتطهير العرقي واإلبادة الجماعية للفلسطينيين. يُع ِّبِر " لوموند " إن موجه االحتمال والشــك الذي ورد في النمــوذج األخير لصحيفة عن التوقعات اإلسرائيلية بتغيُر طيعة غزة. وتُعد هذه التصريحات محمَلة بالدالالت السياســية والعس رية وتنطوي على تفاصيل متعددة قد تُوجِه المستقل الجيوسياسي للمنطقة، وتعِد بالقضاء على الفلســطينيين بالقتل أو التهجير القســري، وجعل غزة مدينة إسرائيلية، وهذا سينع س على الوضع برمته في المنطقة. نالحظ أن كل كلمة مختارة في الصحافة الغربية تحمل وزنًا قد يؤثر في التوازن الدقيق للعالقات الدولية وتُشــ ِّكِل في نهاية المطاف النسيج الحيوي للسياسة الخارجية للدول الغربية إزاء ما يجري في غزة وما يحدث في العالم العربي.

Made with FlippingBook Online newsletter