العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

| 254

لم " اغتصاب نساء إسرائيليات " و " حرق أطفال رضع " بعض التحقيقات الصحفية أن ت ن ســوى أخار مفركة ودعاية ســوداء أنتجها الجهاز الدعائي للجيش اإلسرائيلي وروَجت لها وســائل اإلعالم اإلســرائيلية وكذلك اإلعالم الغربي. كما أنتج روايات " مراكز للقيادة والســيطرة لحركة حماس " أخرى عن المستشــفيات في غزة اعترها شـَنَة حركة المقاومة اإلسالمية (حماس) �ْ وثت أيضًا زيفها. وتحاول هذه الرواية دَع ، المعــروف اختصارًا " الدولة اإلسالمية " مــا يجعل ســلوكها ال يختلف عن تنظــم بـ(داعش)، دون النظر مرة أخرى في اختالف السياقات واألبعاد الوطنية التي تحرك حماس في مقاومة االحتالل اإلســرائيلي. ولذلك ركز معظم اإلعالم الغربي وبعض القادة السياســيين في الغرب خالل األيام األولى للحرب على هذه الرواية لشــيطنة حماس حتى تتماهى صورتها مع تنظيم الدولة، وهو ما يرتب واقعًا سياسيًا وقانونيًا -في نظر هؤالء- وليســت " ش ـ ًا � كيانًا إرهابيًا متوح " في التعامل مع الحركة باعتارها حركة تحرر وطني. إن أكثر ما يشــد االنتاه في النماذج الســابقة هو إظهار الخطوة التي اتخذها معهد التشــريح لل شــف عن حاالت الجثث، وهو تصرف له تأثير في صورة الصراع في األذهان؛ إذ يُظهر إصراره على الشــفافية والرغة في كشــف الحقيقة، وبيان التحدي والضغط الذي يواجهه المجتمع اإلســرائيلي، فض ًلا عن دحض االتهامات بالتزييف في رأيهم والتي يتم تداولها في اإلعالم العربي. -كما " الهجمات الدموية والهمجية " ويسعى اإلعالم الغربي إلى التركيز على أن واقع يصفها- ال يترك فقط آثاره الجســدية في الضحايا، ول ن أيضًا آثاره النفســية فيمن يتولون رعاية تلك الجثث. وتُلقي الشهادات من الدكتور كوجل وآخرين ضوءًا على الصدمات النفسية والتحديات التي يواجهونها كأفراد في مواجهة هذه المآسي، وهو ما سيلقي بظالله على توجيه الرأي العام نحو التعاطف مع إسرائيل التي ال تُعد -في لها. وهنا، ت ُِز الرواية الغربية " ضحية " نظر هذا اإلعالم- مســؤولة عن الحرب بل في الحرب على غزة الجوانب المأساوية للصراع وتأثيرها في اإلسرائيليين، كما أن يُعطي لهذا " الضحايا األبرياء من الرضع والنساء واألشخاص المسنين " اإلعالن عن الصراع وجهًا إنســانيًا قاتمًا؛ إذ يُعد المســؤول الوحيد عنه في نظر هذه الرواية هو . " حركة حماس "

Made with FlippingBook Online newsletter