العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

255 |

إن الوصف في الخطاب اإلعالمي الغربي يتخطى مجرد الرصد المحايد، فهو يُحفِز الحواس بالضغط على أوجه الرعب والمعاناة الشرية، فالجثث تُش ِّكِل لوحات مؤلمة يُلقي الضوء على الطيعة الجرية " مثل اللغز المروِع " للذهن، بينما التالعب بالعارات لعمل المحققين الذين يحاولون جمع بقايا الجثث. كمــا أن اإليهام بإعادة بناء الهويات المفقودة يالمس عميقًا الجانب الديني والثقافي من خالل مراعاة التعاليم اليهودية التي تُشدِد على دفن الجسد بأكمله. وهو يُعد إيهامًا بتقدير كرامة اإلنسان حتى بعد الموت ويُسلط الضوء على الطقوس التي تُوازن بين اإلرث الروحي والواجب العلمي. إضافة إلى ذلك، يتم تقديم تصريح مدير المعهد، الدكتور هين كوجل، بمنزلة السمو اإلنساني في وسط هذه ال ارثة؛ إذ إن معركته ضد دموعه وتوثيقه للترويع اإلنساني يُظهر الصدمة النفســية العميقة التي تعتري األشــخاص الذين على اتصال ماشــر بتداعيات النزاع. لذلك، فإن حرق األحياء والموتى ليس فقط ت تيك قسوة، بل يُمثِل الجثث بال " أيضًــا انتهاكًا صارخًا للحــق المدئي في الحياة واألمان. كما أن ظاهرة األيادي التي واجهت الشــفرات " ، و " المخترقة بالرصاص من الخلف " ، وتلك " رأس ، تُوجز ليس فقط العنف المفرط الذي تمارسه حماس، ول ن أيضًا النضال " والشظايا اليائس للضحايا في مواجهة الموت. يُست مل الخطاب المغالطي بمشاهد حزينة، مثل قصة األسرة األوكرانية التي تُعِّبِر عن مرارة الحرب المت ررة وتشتت الشر في رحلة الهروب من الموت. ما يدو مروعًا هنا ليس فقط الفقد الفردي، بل أيضًا التشتت الجغرافي والزمني لألرواح التي بحثت عن السالم فقط لتجد الدمار الذي يتهم به اإلعالم الغربي الفلسطينيين. وهنا، يحاول الخطاب اإلعالمي مغالطة المتلقي من خالل إظهار حماس حركة مسلحة تهدد السلم واألمن عر استرجاع خطر الد ََْشَنَة، دون طرح السؤال عن السياق الذي أقدمت فيه . 2023 في السابع من أكتوبر/تشرين األول " طوفان األقصى " حماس على عملية

Made with FlippingBook Online newsletter