العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

257 |

السابقة، أو هددوا بفعل ذلك في حال لم تُدِن تلك الجامعات بوضوح أكر الهجمات التي شنتها حماس ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر. - مؤسس صندوق التحوط سيتاديل، كينيث غريفين، هو أحد أكر المترعين لجامعة هارفارد. ترع بأكثر من نصف مليار دوالر للجامعة، وهي واحدة من أشهر الجامعات فــي العالم، ل نه قــام باالتصال بإدارة الجامعة مطالًا بموقــف حازم تجاه الصراع .) 18 اإلسرائيلي-الفلسطيني دعمًا إلسرائيل( ال يتوقف الدعم الغربي إلسرائيل على المناصرة بالسالح في ساحة المعركة وبال لمة في وســائل اإلعالم، وإنما تعدى ذلك إلى تهديد كل من يُظهِر تعاطفًا مع الشــعب الفلســطيني. ولم تســلم من هذا التهديد الجامعات التي تمثِل فضاء للعلم والمعرفة وال تخضع إال لما تمليه الحريات األكاديمية، ل ن يمارس المليارديرات األميركيون الضغط على المؤسســات األكاديمية لمنعها من نصرة الشــعب الفلسطيني وذلك في دائرة التأثير االجتماعي والسياسي الذي يتجاوز حدود المجتمع ليصل إلى المؤسسات الجامعية. وي ُِز ذلك كيف تحولت الجامعات، التي من المفروض أن ت ون مؤسسات للمعرفة والحرية الف رية، إلى ســاحة للصراع األيديولوجي والهويات السياسية. عندما يقوم رجال المال واالقتصاد، مثل كينيث غريفين ذي الثقل في ســوق األموال والمُســاهم ال ير في الدعم الجامعي، بممارســة الضغط على هذه المؤسســات، فإن هذا يُثير تساؤالت بشأن حيادية الجامعات واستقالليتها. ولنا أن نتســاءل: لو أن األمر تم في جامعة عربية فماذا ســي ون رد الفعل الغربي؟ فالتهديد بســحب التمويل يمس األساس الذي تُنى عليه العملية التعليمية الجامعية، ألن هــذا التمويــل هو الذي يم ِّكِن الطالب من التقــدم في الحث العلمي والتعليم ثـ َل عمق القضية في أن قرارات التــرع تمس ليس فقط ميزانيات � األكاديمــي. ويتم الجامعات، بل وتثير الجدل حول السياسات واالتجاهات الجامعية تجاه قضايا حيوية تحظى باالهتمام العالمي. يُلقي الضوء على هذه األزمة التي تتسم بالتعقيد؛ إذ " ليزي و " ونالحظ أن ما أوردته نلمس االســتياء المتزايد من المترعين، والذي يم ن أن يوجه سياســة المؤسسات

Made with FlippingBook Online newsletter