العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

259 |

من أهم وسائل اإلقناع والمغالطة أيضًا في الخطاب اإلعالمي الغربي خالل الحرب " نموذجًا لإلرهاب والوحشية " على غزة. فقد أبرزت عينة الدراسة الذات الفلسطينية باستعمال المغالطة ونَسَب ما يتصف به االحتالل اإلسرائيلي إلى الشعب الفلسطيني، راعيًا " ، بينما قدَمت هذا االحتالل تقديمًا يجعل منه " مثا ًلا لإلرهاب والوحشية " فاعت رته . وهو " لإلنسانية وللقيم ولألخالق الحميدة ومتمس ًا بالشرعية في الدفاع عن النفس ما يحجب الحقائق عن المتلقي ويخفي االنتهاكات والجرائم التي ترت ها إســرائيل والدمــار الممنهج الــذي ألحقته بالنية التحتية في غــزة وعمليات اإلبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القســري للفلسطينيين. كما يخفي حقيقة الصراع والسياق ؛ إذ إن المش لة مع االحتالل اإلسرائيلي لم " طوفان األقصى " الذي تندرج فيه عملية ، بل منذ أكثر من سعة عقود. وهذا 2023 تدأ يوم السابع من أكتوبر/تشرين األول ما يفسر إصرار الذات الفلسطينية على ممارسة حقها في مقاومة االحتالل اإلسرائيلي كما ي فل لها ذلك القانون الدولي والشرعة الدولية لحقوق اإلنسان. إذن، كل كلمة مختارة في الصحافة الغربية تحمل ثق ًلا دالليًا وتوجيهًا متعمدًا يم ن أن يُحــدث أثــرًا بالغًا في التوازن الدقيق للعالقات الدولية من خالل إقناع العالم أن ، وال أدل على ذلك مما تم " دفاع عــن النفس " قــوات الجيش اإلســرائيلي في حالة قيل إنها من معهد التشريح الطي الشرعي " لوبوان " تصويره من مشاهد في صحيفة في تل أبيب؛ حيث راهن الخطاب على إثارة المشاعر قصد الحصول على التعاطف والنصرة، رغم ما فيه من مغاالة في الوصف وتضخيم في التصوير ومغالطة واضحة في نقل الوقائع كما أظهرت بعض التحقيقات الصحفية. الم ارجع األبعاد الداللية في إعراب الفعل المضارع (الزمن، الجهة، الموجهية)، " ) محيي الدين محسب، 1 ( ، أكتوبر/تشرين 1 ، العدد 22 مجلة اآلداب والعلوم اإلنسانية (كلية اآلداب بجامعة المنيا، المجلد . 213 )، ص 1996 األول (2) Paul Portner, Modality (Oxford Surveys in Semantics and Pragmatics), (Oxford: Oxford University Press, 2009), x+288. ) حمادي زمزم، الداللة الجهية في األسماء المهمة في العربية: دراسة إعرابية داللية، (تونس، 3 ( . 42 )، ص 2021 دار زينب للنشر،

Made with FlippingBook Online newsletter