العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

309 |

باتجــاه هــذا النظام، ويُجرهم من خالل أدوات وآليــات مختلفة (اإلكراه، التهديد، المحاكمات...) على االســتجابة لمقتضيات المرحلة. ويُشــير هذا التحول إلى مدى تأثير حالة االستثناء في بناء واقع سياسي جديد ي تسب شرعيته من أجهزة ومؤسسات للســلطة الناشــئة. وهنا، تحاول " غرف الصدى " سياســية وقضائية واجتماعية تُمثِل الدراســة اإلجابة عن السؤال اإلشــ الي المركب: كيف برز موقع اإلعالم العمومي في ســياق حالة االســتثناء: هل كان جزءًا من حالة سياســية جعلته إعالمًا مواليًا أم حق ًلا قائمًا بذاته يتميز برأسماله الخاص؟ وما اإلستراتيجيات التي اعتمدتها السلطة فــي التعامل مــع اإلعالم العمومي وتأطير الحالة اإلعالمية؟ ولماذا؟ وما نمط اليئة الصحفية التي خلقتها حالة االستثناء؟ إن تحديد موقع اإلعالم العمومي، والنظر فيما إذا كان جزءًا من حالة االستثناء وداعمًا لها أم حقًلا قائمًا بذاته بعد تعطيل (والقطيعة مع) مرحلة بناء االنتقال الديمقراطي، يتطلب أيضًا الحث في عدد من القضايا المرتطة بالنظام اإلي ولوجي لإلعالم على مستوى هوية وبنية نظام الح م ورؤيته لإلعالم؛ ألن العالقة المرآوية بينهما تع س تجاور نســق النظامين (الح ــم واإلعالم). وهناك أيضًا اليئة التنظيمية/التشــريعية لعمل المؤسسات اإلعالمية، واليئة المهنية للعمل الصحفي، وحرية الصحافة وحرية وسائل اإلعالم... ويمثِل ذلك مصفوفة المتغيرات والعناصر التي تتفاعل في تش يل موقع اإلعالم العمومي وضط دينامياته إما باتجاه أن ي ون جزءًا من حالة سياســية تجعله أداة ألجندة الفاعل التنفيذي والدعاية لمشروعه السياسي، أو حق ًلا قائمًا بذاته مســتق ّلا عن تأثير باقي الحقول والســلطات (السياسية واالقتصادية والمالية) ومراكز تنطلق الدراسة في مقاربة المش لة الحثية، كما تُظهِر صياغة السؤال المركَب أعاله، من االســتفهامين: كيف؟ ولماذا؟، وهما السؤاالن المعياريان اللذان يُحدِدان دراسة )؛ يستقصي 4 الحالة التفسيرية؛ ما يعني أن الحث يركز على ظاهرة (قضية) معاصرة( متغيراتها وأشــ ال التفاعل بين عناصرها. ويتطلب هذا الحث اإلمريقي اســتخدام مصادر متعددة من المعلومات لرصد الظاهرة داخل سياقها الطيعي؛ حيث ال يم ن الفصل بينها والسياق المحيط بها، ثم دراسة العالقات بين الظواهر المختلفة وتحليلها النفوذ واللوبيات. اإلستارتيجية البحثية

Made with FlippingBook Online newsletter