العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

| 310

سـ ًا على � ). وهنا، يعتمد الاحث أسا 5 بهدف معرفة االرتاطات الداخلية والخارجية( آراء عينة قصدية من المحوثين* ممن يتتَّبَعون المشــ لة الحثية وأبعادها في سياق عملهــم الصحفي المهنــي والنقابي والحقوقي واألكاديمي. وقد وضع الاحث دلي ًلا للمقابالت المقننة والتشــخيصية التي أجراها مــع أفراد العينة، خالل الفترة الممتدة ؛ إذ تُركز علــى أبعاد النظام اإلي ولوجي 2022 أكتوبر/تشــرين األول 29 و 24 بيــن لإلعالم في تونس خالل حالة االســتثناء. وهو ما يعني الحث في اليئات المختلفة التي يتفاعل معها هذا اإلعالم ويتش َّكَل فيها موقعه ومجاله ومستوى حرية الصحافة، انطالقًا من رؤى وتصورات المحوثين، والمراجع الثانوية لعض الك َّتَاب والاحثين. وحرص الاحث على تصنيف هذه الرؤى بحســب أطروحاتها ومنطلقاتها، وتحديد منظورها للقضايا التي عالجتها، ومراعاة ســياقاتها المختلفة خالل تحليل ومناقشــة محاور الدراسة. وألهمية مؤشر حرية الصحافة في النظام اإلي ولوجي لإلعالم، تستعين الدراسة في قياســه باعتماد المنطلقات المنهجية والمعايير التي تســتند إليها منظمات دولية في تقييم مســتوى حرية الصحافة بما يســاعد على فهمها ب ل تجلياتها وأبعادها، مثل " مجلس األبحاث والتادل الدولي " و " فريدوم هاوس " و " مراسلون بال حدود " منظمة وغيرها من المؤسسات التي تُعنى بمؤشر " مركز التعددية اإلعالمية وحرية اإلعالم " و حرية الصحافة في العالم. وتعتمد هذه المنظمات مداخل متعددة في قياس مستوى وحالة حرية الصحافة؛ تشــمل متغيرات بيئة العمل الصحفي القانونية، والسياســية، لهذه الحرية، وتضم " المؤشرات السياقية " )، وتُركز أيضًا على ما تُسمِيه 6 واالقتصادية( المتغيرات الثالثة المذكورة آنفًا، ثم الســياق االجتماعي والثقافي، والســياق األمني .) 7 الذي يُعنى بالسالمة الجسدية والعقلية للصحفيين( وتهدف هذه اإلستراتيجية الحثية إلى تحديد موقع اإلعالم العمومي في سياق حالة االســتثناء، والنظر فيما إذا كان هذا اإلعالم جزءًا من حالة سياســية تجعله خاضعًا مـًا بذاته يتميز � للفاعــل التنفيذي وجهــازًا أيديولوجيًا مواليًا للســلطة، أو حق ًلا قائ برأســماله الخاص. وتسعى الدراســة أيضًا إلى تحديد اإلستراتيجيات التي اعتمدتها السلطة في التعامل مع اإلعالم العمومي وتأطير الحالة اإلعالمية، ومعرفة حجم تأثير حالة االستثناء في حرية الصحافة ونمط اليئة الصحفية التي خلقتها.

Made with FlippingBook Online newsletter