| 314
مدخل نظري يُعــد الســياق -مفهومًا وإطارًا نظريًا- مدخ ًلا أساســيًا لمقاربــة النظام اإلي ولوجي لإلعالم فــي تونس، باعتار خصوصية حالة االســتثناء التــي أبطلت مرحلة االنتقال السياســي، وأنشأت واقعًا سياسيًا جديدًا وحالة إعالمية خاصة -تع س هوية النظام الجديد- ال يم ن فهم وتحليل متغيراتهما إال بالنظر في العالقة الترابطية بين األنساق المختلفة لهذا الواقع. وهنا، تســتعين الدراســة بمفهوم السياق الذي ي تسب أهمية كيرة ليس فقط في تحديد معاني ال لمات والجمل والخطاب، بل معاني األحداث والوقائع وفهم الحقائق. ولذلك ي ون السياق أحيانًا أهم من المعنى ذاته، لماذا؟ ألنه )، كما تشير األكاديمية شياو 18 ( " المعنى يعيش في السياق " مُِْتِج لهذا المعنى، أي إن ). ومن ثم، فإن فهم موقع اإلعالم والمجال الذي يشــغله Xiaohui Xu هوي شــو ( في سياق حالة االستثناء يحتاج إلى ربطه بالسياق العام للواقع السياسي الجديد، فهو الذي يُعيِن إطار هذا الموقع، ويحدد سمات اإلعالم وي شف دوره ووظيفته. ،) Teun van Dijk وتُقدِم نظرية السياق للعالِم في دراسات الخطاب، توين فان ديك ( إطارًا إجرائيًا يساعد في فهم األفعال واألحداث التواصلية وتعميق التحليل لخطاب ســيطرة النماذج الســياقية على " الفاعل التنفيذي في حالة االســتثناء بتونس؛ باعتار ؛ إذ يركز تحليل الخطاب المعاصر على الدور األساسي للسياق " عملية إنتاج الخطاب لفهــم وظيفــة النص والحديث في المجتمع، بــل إن الخطابات المهيمنة ال تمارس نفوذها خارج نطاق الســياق. كما أن تعريف الخطاب نفســه بوصفه حدثًا تواصليًا يجب أن يأخذ بالحسان المجاالت االجتماعية التي وُظِف فيها (كالسياسة واإلعالم)، واألفعال االجتماعية العالمية التي أُنجزت فيه (التشريع والتعليم)، واألفعال المحلية التــي ينفذها، وإعــداد الزمان والم ان والظروف الراهنة، والمشــتركين، فض ًلا عن أدوارهم االجتماعية والتواصلية. وهنا، يتك َّيَف الخطاب مع سياقات اإلنتاج المختلفة: .) 19 أي معرفة من تحدَث؟ وعَم تحدَث؟ ومتى؟ وعن أية أهداف تحدَث؟( ومــن هذا المنظور، يُعد الســياق بنية اجتماعية ذاتية تتشــ َّكَل بنــاء على وجهة نظر المشــاركين تجــاه الخصائص المتعلقة بحالة اجتماعية معينــة، ويُمثِل ذلك نموذجًا التمثيالت المعرفية لتجاربنا. وبمعنى " ). ويُحدِد فان ديك النماذج الذهنية بـ 20 ذهنيًا( من المعاني، فهي تجاربنا إذا افترضنا أن التجارب تفســيرات شــخصية لما يحدث
Made with FlippingBook Online newsletter