العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

315 |

المعرفية، أي تراكم تجارب حياتنا الشــخصية، تُمثِل " ســيرتنا الذاتية " لنا... كما أن ). وهذا يجعل نماذج الســياق تتمركز حول الذات 21 ( " مجموعة من النماذج الذهنية بشــ ل حاســم، والتي تُش ِّكِل الفئة المركزية المُوجِهة لنماذج السياق، وتُنظِم العالقة ). ويُبِّيِن نموذج الســياق كيف تُمثِل هذه الذات 22 بينها وبين المشــاركين اآلخرين( محيطها، والوضع الذي تُف ِّكِر فيه اآلن، وكيف تتصرف أو تتحدث أو ت تب أو تسمع .) 23 أو تقرأ...( ويسمح النموذج الذهني للسلطة (تمثُالتها المعرفية/السياسية في إدارة الح م)، في إطار تحليل موقع اإلعالم في حالة االســتثناء بتونس، بإدراك الســياقات التي تحدد موقــع اإلعالم العمومــي في ظل نظام الح م الذي تشــ َّكَل بعد تعطيل مرحلة بناء االنتقال السياســي. وتتمثَل نماذج السياق في عدد من العناصر التي تُش ِّكِل خواصه، مثــل الزمان والم ان واألحداث التواصليــة واألدوار االجتماعية والمهنية لمختلف الفاعلين، مثل األهداف والمعارف واآلراء والمشــاعر وغير ذلك. وعلى المســتوى العام، قد تحتوي نماذج الســياق على تعريف شــامل للموقف، وهذا بدوره يم ن ). ويُعــد الم ون المعرفي 24 اعتــاره جــزءًا من مجال أو وضــع اجتماعي محدد( يـًا لوصف ال يفية التي يتم َّكَن من خاللهــا المتحدث أو ال اتب من ت ييف � ضرور ). وهذا ما يجعل 25 حديثــه أو كتابته مع مســتوى معرفة المتلقين له (المفترضــة)( النمــاذج الســياقية حيوية وفعالة في إنتاج عدد كيــر من بنى الخطاب وفهمه، وهي .) 26 تُثت مدى أهمية الوضع االجتماعي وتفسيره بالنسة إلى الخطاب والتواصل( إذن، يتطلب تحديد وفهم النموذج الذهني للســلطة -والســياق الذي تلور فيه نمط تجربتهــا فــي الح م وتأثير ذلــك في تعاملها مع وســائل اإلعالم ومنظورها لدور اإلعالم في المجتمع- أن نحدد أو ًلا هوية الســلطة نفســها ونمط نظام الح م الذي تشــ َّكَل خالل مرحلة حالة االســتثناء، باعتار ذلك م ونًا مهمًا لنموذج الســياق في الحالة التونسية. كما أن وسائل اإلعالم ال توجد مستقلة عن اليئة المحيطة بها، بل )؛ إذ 27 ( " تأخذ شــ ل ولون النيات االجتماعية والسياســية التي تعمل من خاللها " إن هنــاك عالقة عضوية بين المؤسســات اإلعالميــة والمجتمع في الطريقة التي يتم بها تنظيم هذه المؤسســات ومراقتها. وال يم ن فهم المؤسســة وال المجتمع الذي تعمل فيه فهمًا صحيحًا، من دون الرجوع إلى دراســتهما معًا؛ ألن وســائل اإلعالم

Made with FlippingBook Online newsletter