| 316
). لذلك فإن 28 في أي بلد تع س اليئة االجتماعية والثقافية والسياسية الخاصة بها( تحديد هوية السلطة الناشئة ونمط نظام الح م في سياق حالة االستثناء يساعدنا في فهم موقع اإلعالم العمومي ودوره خالل هذه المرحلة. . هوية نظام الحكم في سياق حالة االستثناء 2 ، 20121 يوليو/تموز 25 منذ إعالن الرئيس، قيس سعيد، اإلجراءات االستثنائية، في وتعطيل ســيرورة بناء االنتقــال الديمقراطي وتعليق األنظمة القانونية والدســتورية، سـ ّمِيت الســلطة الناشــئة عن حالة االســتثناء � ، و " االنقالب " وُصِفت هذه اللحظة بـ ). ل ن هذا الوصف ال يســاعد في تحديد نموذج السياق/ 29 ( " ســلطة االنقالب " بـ الذهني للســلطة وتجربتها في الح م وتمثُالتها لفلســفته؛ إذ ال يتجاوز إطار اللحظة . لذلك ســنجد تسميات ومفاهيم مختلفة " االنقالب على الدســتور " التي جرى فيها تحاول تحديد هوية نظام الح م عر التركيز على متغيرات متعددة سياسية واجتماعية واتصالية وإعالمية؛ تأخذ بعين االعتار ســلوكه السياسي ومواقفه وآراءه وتفاعله مع تطورات األحداث الجارية، أي النموذج الذهني للســلطة انطالقًا من التجربة الذاتية سـ ًا منظور أفراد العينة، الذين استطلع الاحث � لنواتها. ويع س هذا التشــخيص أسا آراءهم، لنية نظام الح م الذي تش َّكَل عقب حالة االستثناء. . االنتقال نحو االستبداد 2.1 انطالقًا من الواقع السياسي الجديد الذي أنشأته حالة االستثناء؛ حيث أصح الرئيس قيس ســعيد ممســ ًا بمفاصل الســلطة ومتح ًا في مراكزها (التنفيذية والتشريعية والقضائيــة) ومســتأثرًا بإدارة شــؤون الدولة والمجتمع، ظهــرت بعض المحددات التي تُعيِن خصوصية هذا الواقع الذي تتشــ َّكَل أنســاقه على أنقاض مرحلة االنتقال . 2011 يناير/كانــون الثاني 14 الديمقراطي التي اســتمرت عشــرة أعــوام بعد ثورة سـ ِس هذا المسار (حالة االســتثناء) لمرحلة سياسية انتقالية مغايرة ومناقضة لما � ويُؤ قلها؛ حيث تعيش تونس في ظل ما يُســمِيه وزير حقوق اإلنســان السابق، العياشي ). وهي لحظة سياسية تتسم فيها طيعة 30 ( " مرحلة االنتقال إلى االستداد " الهمامي، الح م (أي من يتقلَد الســلطة؟) ومدؤه (كيف يمارســها؟) بالنزوع (حالة شعورية وســلوكية واعية تســوق الفاعل لتحقيق رغة ما) نحو احت ار الســلطة واالستحواذ
Made with FlippingBook Online newsletter