| 30
شـ َر على اإلنترنت، وتســتطيع � إلى الجمهور بأن أجهزة األمن تقوم بمراقة كل ما يُن معاقة من ينتج أي مضمون، أو ي تب أي محتوى، بتهمة نشر أخار كاذبة. ولذلك انتشــر الخوف بين الناس من استخدام وســائل التواصل االجتماعي، كما تراجعت قدرتهم على استخدام االتصال الماشر خوفًا من أجهزة األمن. لذلك، فإن أزمة الصحافة المصرية تُعد أزمة دور ووظيفة اجتماعية؛ إذ فقدت قدرتها على الوفاء بحق الجمهور في المعرفة، وإدارة المناقشة الحرة حول قضايا المجتمع، فلم يعد المضمون الذي تنشره يجذب الجمهور. ويرجع السب في ذلك إلى تقييد الحرية، وسيطرة السلطة والرقابة على المضمون، والتح ُّكُم في الصحفيين، واالقتصار على نشــر المعلومات التي تريدها الســلطة. ونتيجة للحملة الدعائية التي قامت بها )، وترويــج اتهامات ضد المعارضيــن للنظام، يُدرك طيف 2023 - 2013 الصحافــة ( واســع مــن الجمهور المصري أن مصداقية الصحافــة المصرية، وثقة الجمهور فيما تنشــره، تراجعت. يضاف إلى ذلك أن الصحافة التابعة للســلطة ال تستطيع أن تجدد نفسها، أو تني عالقة إيجابية مع جمهورها، أو تُشِع احتياجاته، أو ت سب ثقته. إن الصحافــة الحرة وحدها التي تســتطيع أن تصمد فــي مواجهة تحديات اإلعالم الجديد، وتُقدِم مضمونًا يقوم على التغطية المتعمقة لألحداث، وت شف المعلومات التي يحتاج أن يعرفها الجمهور بعد أن كره الحديث عن إنجازات ال يراها في الواقع. إن التعيــة للســلطة، وتقييد الحرية، وعدم القدرة على إشــاع احتياجات الجمهور وإغالق المجــال العــام، تُعد من العوامل التي شــ َّكَلت أزمــة الصحافة المصرية، وأصحت تهدد وجودها كرســالة ومهنة ووســيلة للوفاء بحق الجمهور في المعرفة. وترتط أزمة الصحافة المصرية بأزمة نظام سياســي اســتخدم العنف ضد الصحفيين الذين لم يتم نوا من القيام بعملهم الصحفي، فأصح ال ثير منهم يعانون من الطالة الحقيقية أو المقنَعة؛ فيحصلون على رواتهم دون عمل حقيقي، ل نهم ال يستطيعون التعير عن غضهم. وأوضح تقرير لمركز األهرام للدراسات السياسية واإلستراتيجية ) أن انصراف الجمهور عن الصحافة يعود إلى قلة مصداقية الصحف، وعدم 2017 ( ). ل ن هل تقتصر األزمة على 23 قدرتهــا على المنافســة بمضامين تحليلية عميقــة( الصحافة الورقية وحدها؟ قناة 14 ، حاصرت قوات األمن مقرات 2013 يوليو/تموز 3 بعد بيان االنقالب، في
Made with FlippingBook Online newsletter