العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

| 318

)، الذي يخــص م افحة الجرائم 54 القانونيــة والسياســية واالجتماعية للمرســوم ( المتصلة بأنظمة المعلومات واالتصال؛ إذ تقوم روحه القانونية وفلســفته التشــريعية اإلشاعة " ) الذي يتعلق بـ 24 على العقوبة السجنية والغرامات المالية، السيما الفصل ( . فقد تصل العقوبة إلى عشــرة أعوام ســجنًا لنشر أخار أو بيانات " واألخار الزائفة ). وهو ما يفتح الاب 35 تعترها السلطة كاذبة أو تضر باألمن العام والدفاع الوطني( واســعًا لقمع األصوات والمخالفين بعد ت ييف فصوله الفضفاضة واستعمالها سيفًا ). ويحاول الرئيس قيس سعيد من خالل المرسوم، كما يرى 36 مسلطًا على الجميع( يقضِم الحريات شيئًا فشيئًا... ويستخدمه لضرب حرية التعير وضرب " العياشي، أن ). ويمثِل هذا العد القانوني (المرسوم 37 ( " خصومه وإدخال الرعب وتعزيز ســلطته ) مرآة عاكســة لفلســفة الح م في التعامل مع ما يسميها الجرائم المتصلة بأنظمة 54 المعلومات واالتصال، وي رس أيضًا سياقًا اتصاليًا وسياسيًا معاديًا للرأي المخالف. وتتعدد التعيرات التي يستخدمها هذا المنظور في تحديد هوية السلطة ونظام الح م، ؛ إذ " االنتقال نحو االســتداد " ل نها ال تخرج عن الحقل الداللي لف رة أو تســمية يرى الصحفي صالح عطية، رئيس تحرير موقع الرأي الجديد، أن الســلوك السياسي فهناك عــودة إلى مربع " للســلطة وإدارتها لهــذه المرحلة تنحو باتجاه االســتداد؛ االســتداد القديم، واستعادة آلياته وأدواته من خالل اإلعالم وخنق الحريات. لذلك العمل " . وهذا ما يُفســر " نرى المدرعات العســ رية أمام منى التليفزيون والرلمان على محو فترة الثورة وما بعدها، واســتعادة الخطاب االســتدادي الذي كان يعتر .) 38 ( " المؤسسات مل ية خاصة وكأنها مؤسساته وفي ظل هذه الســلطة التي تُؤســس لمرحلة انتقالية نحو االستداد -بحسب بعض يحت ــر الرئيس جميع الســلطات، ويتح َّكَم في الســلطة التشــريعية " الم حوثيــن- والقضائية والتنفيذية كما شرَع ذلك في دستوره. وتتوحد هذه السلطات في شخص الرئيس الذي يُنزِه نفســه عن األخطاء أو أي مراقة أو محاســة في حال أخطأ، وهو .) 39 ( " أيضًا ي ََْأَل وال ي َُْأَل إذن، تؤشــر هذه المظاهر إلى طيعة الســلطة واتجاه نظام الح م نحو تركيز جميع الســلطات، وت شــف مدأها في بــث الخوف الذي يحــرم المواطنين والصحفيين عر المحاكمات " الحرية الخالقة المدعة للتاين والتمايز " والفاعلين السياســيين من

Made with FlippingBook Online newsletter