العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

319 |

العس رية والتشريعات المقيدة لحرية الرأي والتعير. ل ن ي ُز مدأ آخر يَسِم طيعة لجميع مظاهر " العداء " هذه الســلطة ويُشــ ِّكِل العالمة التي ت ََْمَغ هويتها، وهو مدأ الحياة الديمقراطية ومادئها من خالل إلغاء المؤسسات التمثيلية والدستورية. لذلك مرحلة االنتقال نحو " سـ ِس حالة االستثناء لما يُســمِيه األكاديمي أمين بن مسعود � تُؤ بعد أن كانت الالد تعيش في بيئة شه ديمقراطية خالل األعوام العشرة " الدي تاتورية ). ويصف ال اتب الصحفي، محمد كريشان، أيضًا نظام الح م في هذه 40 الماضية( اتجاه " ). والسؤال هنا: ما مظاهر هذا االنتقال بـ 41 ( " الدي تاتورية الصاعدة " المرحلة بـ (الصاعدة) والعداء لمادئ الحياة الديمقراطية؟ " الدي تاتورية . االنتقال نحو الديكتاتورية 2.2 التي تترَســخ حلقاتها -كما " االنتقال نحو الدي تاتورية " تدو الســمة الارزة لمرحلة وهو ملمح يوجد في أي نظام " يُشــخِصها ابن مســعود- في معاداة السلطة لإلعالم، . كما أن من " دي تاتوري يُعادي اإلعالم، أو يسعى إلى توظيفه وتفريغه من مضمونه مظاهــر هــذا االنتقال معاداة الصحفيين وجميع القــوى الرمزية (األحزاب واإلعالم والنقابــات والمف ريــن والمثقفين...) التي تصنع الفاصل بين المجتمع والدولة، أي المجال العمومي. ولذلك تســعى السلطة إلى إفراغ هذا المجال من عمقه وحقيقته؛ فال يوجد في تمثُل اإلنســان الشــعوي والدي تاتوري شــيء مستقل؛ إذ ليس هناك " مجال عمومي أو قوى رمزية وحتى كلمة الســلطة والدولة، كما ال توجد أجســام .) 42 ( " وسطية، بل هناك هو والشعب، فما يُف ِّكِر فيه هو الشعب ينجزه الح م المطلق الذي لم يفعل شيئًا " يُشــير هذا الواقع الناشــئ إلى ما يعتره كريشان بعد التف ُّكُك التدريجي لهية الدولة " سوى إح ام طوق االستداد على رقاب الجميع ومؤسســاتها وتنصيب أخرى معينة ومطواعة، وحل كل الهيئات الدستورية المنتخة، واحتــ ار كل الســلطات بال حســيب وال رقيب كما لم يحــدث من قل في تاريخ تونــس المســتقلة. بينما يجري التضييق علــى كل رأي معارض وفركة القضايا عر تطويع غير مسوق للقضاء بعد ترهيه، وخنق حرية الصحافة والتعير، وتقسيم الشعب حتى لدى " عقل الدولة " وبث ال راهية بين أبنائه، وغياب الحد األدنى مما يُســمَى .) 43 مؤسساتها العس رية واألمنية(

Made with FlippingBook Online newsletter