العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

| 320

وهذا يخلق ســياقًا مناسًا النثاق السلطة المطلقة التي تسيطر على جميع الفضاءات " االستدماج " والمجاالت، ويشير إلى مالمح تمثُالتها لدور اإلعالم. وهنا، تظهر ف رة (اســتدماج األفراد والمجتمع وجميع المجاالت)، أو الهيمنة ال لية، التي تجعل كل شــيء متعلقًا وملحقًا بنواة الســلطة؛ إذ ال يم ن التمييز بين المجال العام والمجال الخاص، وهو ما يترتب عليه إلغاء المسافة بين الحاكم والمح ومين (التماهي بينهم)، بل إلغاء اآلخرين وإزالة المعارضين. وفي هذا السياق، يشير محمد الجالصي، رئيس الســلطة تذهب بالمجتمع " نقابة الوطنية للصحفيين التونســيين (الســابق)، إلى أن التونسي نحو مربعات خطيرة من الدي تاتورية، فهناك اتجاه واضح نحو السيطرة على جميع الفضاءات، والذي بدأ منذ ســنة قل اآلن. وتتمثَل مؤشــراته في السيطرة على الفضاء العام، والتضييق على وسائل اإلعالم، ومنع الصحفيين من العمل، ومحاكمة ). ويرى وجيه الوافي، عضو الم تب التنفيذي للنقابة 44 ( " اآلراء الناقدة والمخالفة... الوطنية للصحفيين التونســيين، أن الســلطة تعتمد إستراتيجيات مختلفة في االنتقال أو االتجاه نحو الدي تاتورية تشــه ما كان ســائدًا إبان ح م الرئيس األســق، زين .) 2011 يناير/كانون الثاني 14 - 1987 نوفمر/تشــرين الثاني 7 العابدين بن علي ( وهنا، يعتر انغالق مؤسسة الرئاسة على نفسها أكر المؤشرات على هذا التحول نحو الدي تاتورية؛ إذ ال تتواصل الرئاســة مــع الهياكل النقابية وال مع منظمات المجتمع .) 45 المدني( ثـ ِل هذا االتجاه نحو الصمــت لرئيس ال يتحدث وال يتواصل مع الصحافة وال � ويم مع وسائل اإلعالم -وكذلك رئيسة الح ومة (السابقة)، نجالء بودن، ال تتحدث مع الصحفيين إال عر وســائل التواصل االجتماعي- محاولة لت ريس نظام دي تاتوري، بحسب مولدي الزواري، رئيس لجنة الحريات بالنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين. يعقدون لقاءات صحفية ويدلون 2011 بينما كان جميع رؤساء الجمهورية منذ العام بتصريحات، وكان لهم أيضًا ناطق رسمي باسم الجمهورية. وهذا يشير إلى مَن يح م باتجــاه ت ريس نظام ديمقراطــي، ومَن يتجه بهذا الصمت إلى محاولة ت ريس نظام ). لذلك، تدو مؤسسة الرئاسة 46 دي تاتوري، فت ون أولى إنجازاته أن يُغلق األفواه( خرساء من فئة على ذاتها، وسلوكها أشه بالمؤسسة العس رية التي تميل تقليديًا إلى الصمت، وال تتواصل مع محيطها السياسي واالجتماعي إال عر اليانات والالغات في مناسات بعينها.

Made with FlippingBook Online newsletter