| 322
)، وقد كان ذلك هو األسلوب االتصالي للرئيس قيس سعيد الذي ال 53 ( " مع الناس يؤمن بالوسائط اإلعالمية أو الحزبية أو الجمعياتية؛ إذ تعتقد السلطة الشعوية بوجود ). وأسهم بذلك في تقسيم المجتمع التونسي إلى 54 اتصال دائم وماشر مع الجمهور( (أعداء الشعب والخونة والمتآمرين). " هم " (الشعب النقي والطاهر) و " نحن " وهنا، يم ن أن نفهم إستراتيجية السلطة في الهجوم على السياسات الحزبية، وضرب النظام المؤسسي بوصفه بنية من القواعد واإلجراءات اإلدارية التي يُفترض أن تعمل باستقاللية عن األغلية، وتوفر استمرارية مستقرة للنظام القانوني واليروقراطي. وكما )، فإن النظام الشعوي 55 () Andreas Schedler يشــير األكاديمي أندرياس شــيدلر ( ش ـ ِئ فضاء رمزيًا مثلث الشــ ل حول ثالثة فاعلين وعالقاتهم: الشــعب، والطقة � يُن المارق " ، والثاني " الضحية الريئة " السياسية، وهم أنفسهم. يمثِل أول هؤالء الفاعلين . " الطل المُخَلِص " ، والثالث " الخ يث دليل " ولذلــك يعتــر العــض أن الرئيــس قيس ســعيد ليس شــعويًا، وإنما هــو يمسك ب تالوغ " ) الذي يُجسد مادئها وأُسُسَها ومنطلقاتها السياسية، أي 56 ( " الشع وية ) كما ظهر من خالل إجراءات الحالة االستثنائية ومظاهرها 57 ( " الشعوية ويُطقه بدقة السياسية والقانونية واإلعالمية. . نظام هجين 2.4 يدو نظام الح م الذي تشــ َّكَل في ســياق حالة االستثناء -بحسب وجهة نظر بعض المحوثين- نظامًا هجينًا مختلطًا يتشــ َّكَل من تقاليد ومادئ متعددة ألنظمة سياســية عن " النظــام الهجين " ). لذلك يختلف هذا 58 مختلفــة، مــا يجعل هويته غامضــة( )، ولوكان Steven Levitsky المفهوم الذي حدَده األكاديميان، ســتيفن ليفيتســ ي ( )، في نظريتهما عن السلطوية التنافسية التي تعتر النظام الهجين Lucan Way واي ( واقعًا بين الديمقراطية واالســتداد الشــامل، أي نظام يجمع بيــن أدوات الدَم ََْرَطة ومادئ االستداد. ويُقدِم الاحثان أنماطًا متعددة لألنظمة الهجينة، مثل األوليغارشية الدســتورية أو الجمهوريات الحصرية، التي تمتلك الســمات األساسية للديمقراطية، ل نها تحرم شريحة كيرة من الالغين من حق التصويت، ثم هناك نظام الوصاية الذي تجري فيه انتخابات تنافسية بينما ت ون سلطة الح ومات المنتخة مقيدة بأنظمة دينية أو عســ رية أو مل ية غير منتخة، ثم نظام الديمقراطيات المقيدة أو شــه التنافسية؛
Made with FlippingBook Online newsletter