| 326
ومنافحًا عن اختياراتها السياسية، في ظل حالة االستثناء مثلما كان اإلعالم الرسمي سـ ًا إلى ســلطة النظام الذي يُوجِهه كيفما � يخضع أسا " في عهد ح م ابن علي. فهو شاء. كما أن الخط التحريري لهذه المؤسسات اإلعالمية مني أساسًا على دورها في ). وألن اإلعالم 69 ( " تلميــع صــورة النظام داخليًا من خالل إبراز نجاحاته المفترضة ، كما يشير األكاديمي " ســلطة " الســمعي الصري يمثِل في مخيال النخة السياســية )، فإنها تســتحوذ عليه وتتح َّكَم في إدارته وهي لته لممارســة 70 الصــادق الهمامي( ســلطتها الرمزية (األيديولوجية والثقافية...)؛ إذ تعتره مجاًلا تابعًا لنفوذها، وجهازًا Louis بتعير الفيلسوف الفرنسي، لويس آلتوسير ( " األجهزة األيديولوجية للدولة " من .) 71 () Althusser وتدو هذه الحالة، التي يصح فيها اإلعالم الرسمي من ًا داعمًا للسلطة، طيعية في نظــر األكاديمــي جمال زرن؛ إذ إن الثقافة الســائدة في اإلعالم الح ومي تتمثَل في المواالة بشــ ل ماشــر لمن يح م مهما كانت طيعته وهويته السياسية. وهو تقليد )، فتصح المواالة متطلًا سياســيًا 72 وثقافــة، ألن الــذي يح م يُموِل هذا اإلعالم( ضروريًا الســتمرار السلطة نفســها، وأيضًا ت ون المواالة جزءًا من الحالة السياسية الناشئة عن حالة االستثناء؛ ألن اإلعالم ال يم ن تصوره في هذا السياق حق ًلا مستق ًلا عن السلطة يتميز برأسماله الخاص عن المجاالت والحقول األخرى. وهنــا، يــرُز تأثير هوية نظام الح م في النموذج اإلعالمي الذي يتشــ َّكَل في كنف الســلطة، ويظهر أيضًا دور الســياق السياسي الناشــئ عن حالة االستثناء في تحديد وظيفة اإلعالم. لذلك، يتجنَب هذا النمط من اإلعالم الذي يصفه الاحث األميركي، )، بإعالم المواالة، كما ورد في تصنيفه الرباعي لوسائل William Rugh وليم روو ( اإلعالم، مهاجمة المادئ األساسية لسياسة النظام، ويتحاشى أيضًا انتقاد الشخصيات والرموز السياسية في هرم السلطة الح ومية. وال يُظهِر هذا النموذج اإلعالمي سوى القليــل من التنوع الحقيقي في التعامل مع وجهات النظر حول القضايا المهمة. كما أن آراء الصحفيين وتعليقاتهم تدعم الخط الرسمي للسلطة، وتُساند رئيس الح ومة في جميع القضايا األساسية. لذلك تميل صحافة المواالة إلى أن ت ون أكثر سلية، ). وفي 73 وتتحاشــى القضايا المهمة كما تتجنَب اســتخدام لغة الصحافــة الثورية( يعمل هذا اإلعالم الموالي -بحســب الصحفي صالح عطية- على محو " المقابــل،
Made with FlippingBook Online newsletter