العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

| 330

وهنا، ي ون موقع هذا اإلعالم تابعًا للســلطة خادمًا لها، أي جهازًا أيديولوجيًا، كما ، مثلما أشــار صالح عطية. لذلك ال يمت اإلعالم " إعالم الدولة " ذُكِر آنفًا، ممث ًلا لـ الرســمي بأي صلة إلى المرفق العمومي اإلعالمي الذي يتطلب أن ي ون مســتق ّلا ومحايدًا أمام كل سلطة مهما كانت مشاربها الف رية أو السياسية، وأن ت ون له هياكل تنظيمية تراعي خصوصيته باعتاره مؤسسات منتجة للمضامين وليس مؤسسات ذات صغة إدارية. ويتطلب أيضًا أن ت ون عالقته اإلدارية بهذه السلطة واضحة، فض ًلا عن تســيير هذه المؤسســات من خالل عقد برامج يتم مراجعتها ومتابعتها بش ل دوري )؛ وهو ما لم يتحقق حتى اليوم بســب 85 لتحقيق النجاعة المطلوبة في تســييرها( هيمنة السلطة على اإلعالم الرسمي مثلما تم نت من الهيمنة على جميع المؤسسات (التشريعية والقضائية) وهندسة الدستور والقوانين عقب حالة االستثناء. يتجه المجال " وفــي ظل هذا الوضع الذي يتحوَل فيه اإلعالم إلى جهاز أيديولوجي ، تقول خولة بوكريم، رئيســة " العمومي إلى االنغالق والذوبان في شــخص الحاكم بل ليس هناك مجال عمومي، ألن وســائل اإلعالم " ، " كشــف ميديــا " تحريــر موقع المجال العمومي ينحســر وقد أُغلِق على " ). ويرى العياشــي أيضًا أن 86 ( " محت رة ). بل ال تعترف الســلطة بوجود مجال عمومي كما يوضح 87 ( " مســتوى التليفزيون يظل هذا المجــال مرت ًا بمعنى معين للدولة وأدوارها " األكاديمي ابن مســعود، إذ وفهــم معيــن للشــعب باعتاره صاحــب إرادات حية مســتقلة بذاتهــا وليس كتلة ). وهنا، يصح التليفزيون أشــه بمنر لرجع الصدى ال يُقدِم ســوى ما 88 ( " واحدة يريد الفاعل التنفيذي أن يشاهده ويسمعه، وال يمثِل مجا ًلا لآلراء المختلفة والمتنوعة سـ ِخ هذا المنظور ســمات � التي قد ال تؤيد أطروحات الســلطة وأجندتها. وبذلك يُر الشعوية السلطوية التي تجعل رأس السلطة محورًا ل ل المؤسسات، ويع س طيعة النموذج الذهني للسلطة (التح م والسيطرة) في إدارتها لقطاع اإلعالم.

Made with FlippingBook Online newsletter