| 332
االســتثناء، وكذلك الدعم الذي تحظى به وســائل اإلعالم للقيام بدورها في مساءلة الفاعل التنفيذي ومؤسســة الرئاســة بما يشع احتياجات األفراد إلى المعرفة ومتابعة القضايا التي تمس حياتهم اليومية. -بحسب " ينتقل بالالد نحو االستداد " تمثِل هوية النظام الشعوي السلطوي، الذي -كما يرى األكاديمي ابن مسعود- عائقًا " باتجاه الدي تاتورية " الحقوقي العياشي- أو ال يم ن أن ي ون هذا النظام " ذاتيًا لتعزيز حرية الصحافة وحرية الرأي والتعير؛ إذ صديقًا للصحافة الحرة، بل يعمل كل ما يستطيع للسيطرة على اإلعالم عر التخويف ). لذلك يعرف 93 ( " والقمع... وهو ما يُســهِم في ظهور مناخ معاد لحرية الصحافة الحقــل الصحفي نوعًا من االســتعداء؛ إذ تُقدَم الصحافــة باعتارها أداة من أدوات الهدم وليســت أداة من أدوات الناء. كما أن خطاب الرئيس قيس ســعيد يحرض على ارت اب االعتداءات ضد الصحفيين بطريقة غير ماشرة، والصمت على إحالتهم ، وهو ما يعني نوعًا من " أمر موحش ضد رئيس الجمهورية " للمحاكم بتهمة ارت اب .) 94 الموافقة على هذه اإلحاالت( من 67 وقــد وردت تهمــة ارت اب أمر موحش ضد رئيــس الجمهورية في الفصل ، ويندرج ذلك ضمن االعتداء على 1913 المجلــة الجزائية، التي صدرت فــي العام النظــام العــام. وكان هذا القانون يهدف إلى حماية العائلة الحاكمة في زمن الايات، وأبقى الرئيس، الحيب بورقية، عليه بعد تنقيح كلمة باي لتتحول إلى رئيس. وكانت الســلطات التونسية أدانت عددًا من النشطاء والفاعلين السياسيين واإلعالميين بتهمة ارتــ اب أمر موحش ضد رئيس الجمهورية، منهم الصحفي، زياد الهاني، والمدون، عمارة بن منصور، والمذيع، عامر عياد، والنائب المستقل، عصام الرقوقي، والنائب، ). ويهدف هذا التخويف إلى خلق حالة إعالمية تتعامل مع الرئيس 95 ياسين العياري( فيما يتعلق بالقضايا التي ترتط بشــؤون الرئاســة وموقعها في " القداســة " بنوع من النظام السياسي الجديد. ويُعد ذلك مظهرًا آخر لطيعة النموذج الذهني للسلطة التي ترى نفســها فوق النقد (ذات منزهة عن النقد)، وهو ما يخلق مجاالت واســعة من المحرمات والمقدســات (أفرادًا وجماعات ومؤسسات)، ويُفرغ حرية الصحافة من مضمونها. ويع س ذلك مرة أخرى مشــ لة التصورات والتمثُالت التي تحملها نواة السلطة عن دور اإلعالم ووظيفته.
Made with FlippingBook Online newsletter