العدد 3 يناير كانون الثاني 2024

333 |

ويُعد ان فاء رئاســة الجمهورية على ذاتها، وغياب تواصلها مع الصحفيين والهياكل النقابية، مؤشــرًا آخر على ما يعتره الصحفي الزواري نظامًا سياســيًا مغلقًا ال يفتح أجهزته ومؤسساته وال نوافذ للتواصل مع الصحفيين، وهو مَن يحدد من يَسْأل ومن س ـ ْأل، ومــن يحق له أن يتولى تلك المهمــة ومن ال يحق له ذلك. وفي الوقت �َ ال ي الذي ال يتحدث فيه الرئيس قيس ســعيد مع الصحافة وال تتحدث رئيســة الح ومة (الســابقة)، نجالء بودن، مع اإلعالم، يُقدِم هؤالء تصريحاتهم عر ش ات التواصل ). وهذا يَحرِم الصحفيين من حقهم في مساءلة المسؤولين السياسيين 96 االجتماعي( فـ ًا لمــا عرفته تجربة االنتقال الديمقراطي؛ إذ كان رؤســاء الجمهورية منذ العام � خال يعقــدون لقاءات صحفية ويُقدِمون تصريحــات لإلعالم أو ي ون هناك ناطق 2011 باسم الجمهورية. ويُشير ذلك إلى طيعة نظام الح م الذي يتجه اليوم بهذا الصمت .) 97 إلى محاولة ت ريس نظام دي تاتوري( سـِر األكاديمي، الصادق الحمامي، اســتثناء الصحفيين مــن االتصال الح ومي � ويُف ؛ " إســتراتيجية السلطة التي تستن ف عن الخضوع لمساءلة الصحافة والرأي العام " بـ إذ يرى الرئيس قيس ســعيد نفســه في عالقة ماشرة مع الشعب وال يحتاج إلى من يتواصل باســمه. لذلك فهو يتصرف باعتاره بدي ًلا عن النخب السياســية المتواطئة والمتحالفة فيما بينها؛ إذ إن أعداء األمس أصحوا أصدقاء، وهو يريد أن يتميز عنهم .) 98 ب ل الطرق( وتمثِل تجربة السلطة في االتصال الح ومي منظور العالقة العمودية في التعامل مع وسائل اإلعالم والصحفيين، فال يرى الرئيس قيس سعيد ضرورة للتواصل السياسي مع م ونات المجتمع السياســي والرأي العام عر وسائل اإلعالم، أو القوى الرمزية مُمثَلــة في األحزاب والنقابات وهيئات المجتمع المدني. كما ال يرى نفســه مطالًا بتقديم إجابات ألســئلة الصحفيين والرأي العام المحلي حول الشأن العام التونسي. لذلك اختار االتصال الرقمي عر ش ات التواصل االجتماعي إلبراز أجندته السياسية ومعالجاته للقضايا التي تمس الحياة اليومية للموطنين، وهو ما ي رس طيعة النظام الشعوي الذي ال يؤمن بوجود وسائط بين القيادة والشعب الذي يتحدث باسمه، فهو . " الرجل األمة " (الرئيس) يمثِل

Made with FlippingBook Online newsletter